ركز رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في تصريح لوكالة “أخبار اليوم” على نقطتين أساسيتين:
أولا، النقطة التي لم افهمها حتى الآن هي ما سر الصفقة التي تمت بين حزب الله وداعش؟ يقولون ان الصفقة تمت لمعرفة مصير العسكريين المخطوفين، ولكن ما يدحض هذه النظرية ان داعش كانت مطوقة من كل الجهات، وبالتالي لو تم الإطباق عليها لكان وقع المئات من عناصرها في الأسر مما كان سيؤدي حكماً إلى معرفة مصير العسكريين المخطوفين.
اما اذا قال البعض استطراداً بأن الصفقة تمت لاعادة أسير من حزب الله لدى داعش فهنا الجواب بشقين: أولاً ليس من المنطقي ان يعمل حزب الله على الاستفادة من عملية للجيش اللبناني والتي ادت الى استشهاد 7 عسكريين وعشرات الجرحى من اجل استعادة اسير له في معارك حصلت داخل سوريا.
واستطراداً كلياً، كان يمكن للحزب ان يقوم بهذه الصفقة بعد ان يطرد الجيش اللبناني داعش كلياً من الاراضي اللبنانية وليس قبل ذلك كما جرى.
واستطراداً كلياً ايضاً ولضرورات البحث ليس إلا كان من الممكن لو تم الاطباق على داعش ولم يتم تهريبه اجراء عملية مبادلة بعض أسرى داعش وبين عنصر حزب الله المخطوف في سوريا.
من كل ما تقدم يتبين ان الاسباب الفعلية للصفقة هي غير الاسباب المعلنة، بمعنى ان النظام السوري عاش طويلاً وطويلاً جداً على رعاية مجموعات إرهابية مختلفة ليس داعش آخرها، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يفسر الصفقة التي تمت.
ثانياً، يظهر ان قيادة حزب الله انزعجت وانزعجت كثيراً من ظهور جيش لبناني قوي استطاع اجتياح 100 كلم في جرود رأس بعلبك والقاع في فترة 48 ساعة. جيش لبناني قوي التف حوله كل الشعب اللبناني منذ اللحظة الاولى وساندته كل الدول العريبة والمجتمع الدولي، بشكل انه بان جلياً من هي القوة التي يمكن ان تدافع عن لبنان وتحمي ابناءه.
وختم جعجع: لذلك وللأسف سارع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إلى محاولة مصادرة المشهد من خلال إطلالات إعلامية مكثفة ومتكررة في وقت ان الجيش هو من يقاتل، ولم يكتف بذلك بل دعا الى تظاهرة احتفالية الخميس المقبل بمعركة الجرود التي انتهت بالشكل الذي انتهت فيه، فيما السؤال الذي يطرح نفسه: ألم يكن ما تحقق هو انتصار للشعب اللبناني حتى تتم مصادرته من قبل حزب واحد وفي محاولة للظهور بمظهر اب الانتصار؟