كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:
مَن هو الكويتي، الوسيط الافتراضي الذي ذكُر أنه لعب دوراً في ترتيب الصفقة التي أُبرمت بين تنظيم “داعش” الإرهابي و”حزب الله” والتي أنهتْ بالتفاوض العملية العسكرية على طرفيْ الحدود اللبنانية والسورية في القلمون الغربي وجرود رأس بعلبك والقاع؟
فبينما كانت الأنظارُ شاخصةً أمس على استكمال المرحلة الأخيرة من الصفقة التي وفّرتْ ممراً آمناً لإرهابيي “داعش” إلى دير الزور مقابل تسليمه أسيراً من “حزب الله” وجثامين لمقاتلين منه وكشْف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة الذين كانوا أسرْى لدى التنظيم (منذ 2 أب 2014) وتسليم جثامينهم، برزتْ تقارير صحافية أشارتْ الى أن المفاوضات بين الحزب و”داعش” في القلمون تولاها عمر الجربان وهو شقيق “أمير التنظيم” (في القلمون) موفق الجربان المشهور بـ “أبو السوس” إضافة الى ابن خالته “ووسطاء آخرين بينهم كويتي”.
وحاولتْ “الراي” يوم أمس التقصّي عن هوية هذا الكويتي فلم تحصل من الجهات المعنية في لبنان على أيّ إيضاحات، وسط استبعاد أوساط على صلة بتجارب سابقة من المفاوضات مع الجماعات المتشدّدة على الحدود اللبنانية والسوريّة وجود دور لأيّ كويتي في الصفقة الأخيرة بين “داعش” و”حزب الله”، مشيرة إلى أنّ آخر أدوارٍ من هذا النوع كان لعبها نائب أمير “جبهة النصرة” في منطقة القلمون “أبو عزام الكويتي” (اسمه الحقيقي وجدي طويرش العنزي)، في ملف إطلاق راهبات معلولا في 9 آذار 2014 قبل أن يُقتل على أرض المعارك في القلمون بعد أقل من أسبوع على إتمام صفقة التبادل.
وحسب هذه الأوساط، فإن ما تبقى من عناصر “داعش” في منطقة القلمون هم من السوريين وينتمون إلى قرى مثل قارة والقصير والجراجير وغيرها، وغالبيتهم التحق بالتنظيم الإرهابي للاحتماء به في عزّ سطوته بعد اصطدامه بفصائل سوريّة معارِضة للنظام، ولحماية أنشطتهم التي تقوم في شكل رئيسي على التهريب والإتجار بالممنوعات وما شابه.
ولفتت الأوساط نفسها الى أنه في ضوء تجربتها في ملفات تَفاوُض سابقة فإنه لم يبرز اسم كويتي غير “أبو عزام”، داعية الى التحسب لوجود أطراف لها مصلحة في الزجّ بأسماء على أساس أن لها علاقة بدول الخليج وذلك لأهداف سياسية.