قطع التحالف الدولي طريق قافلة عناصر «داعش» الآتية من القلمون الغربي باستهداف أحد الجسور الذي كان يفترض أن تسلكه إلى دير الزور، بحيث بات يحتّم عليها اختيار طريق آخر، في وقت برّر فيه «حزب الله» الاتفاق الذي أدى إلى فتح ممر آمن للتنظيم والسماح لمقاتليه بالمغادرة.
وأتى الاستهداف بعد أكثر من 48 ساعة على توقف القافلة في منطقة حميمة في ريف شرق حمص عند الحدود الإدارية لدير الزور، الخاضعة لسيطرة النظام، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مصدر في التحالف الدولي لصحيفة «الشرق الأوسط»: «نحن لسنا طرفا في أي اتفاق بين (حزب الله) اللبناني والنظام السوري، و(داعش). و(داعش) تهديد عالمي، كما أن نقل الإرهابيين من مكان إلى آخر ليس حلا دائما، وهنا أهمية العمل العسكري للتحالف من أجل هزيمة (داعش) في سوريا».
وأكد المصدر أن التحالف لم يستهدف القافلة عملا بقانون النزاعات المسلحة، بل عمد إلى قطع الطريق باتجاه الشرق بين منطقة حميمة والبوكمال «لمنع نقل مزيد من مقاتلي (داعش) إلى المنطقة الحدودية حيث حلفاؤنا العراقيون، وذلك بعد التأكد من أن القافلة تابعة لعناصر (داعش)».
وشدّد المصدر على أنه «وفقا لقانون النزاعات المسلحة، سوف يتخذ التحالف إجراءات ضد تنظيم داعش كلما استطعنا ذلك من دون إلحاق الضرر بالمدنيين».
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إن «طائرات حربية للتحالف نفذت ضربات جوية الأربعاء لمنع قافلة لمقاتلي تنظيم داعش وأسرهم من الوصول إلى شرق سوريا».
وفي حين رجحت مصادر أن تجتاز القافلة طريق البادية باتجاه دير الزور، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: «يتم الآن البحث عن طريق بديل قد يكون إما باتجاه شرق حميمة عند الحدود العراقية حيث سيطرة التنظيم، أو باتجاه جبل المشرف».
وقبل عملية الاستهداف بساعات قليلة، قال «المرصد» إن «قافلة الخارجين من جرود القلمون الغربي بريف دمشق، متوقفة بمنطقة حميمة وسط غموض يلف أسباب منع مغادرتها»، مشيرا إلى أنه قد يكون النظام عرقل العملية في محاولة لتسلم أسرى ومفقودين له موجودين لدى التنظيم.