دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن إلى أن “يكون شعار التضحية والوفاء في قلب كل لبناني، من أعلى قمم المسؤوليات، إلى كل مواطن حر شريف. وأن يكون، ليس مجرد شعار تلفظه الألسنة، بل غايات سامية يعمل على تحقيقها كل في عمله. فمن دون هذا لن يكون لنا وطن يفخر به أبناؤنا وأحفادنا”.
حسن، وفي خطبة عيد الاضحى في مقام الامير السيد عبدالله التنوخي في عبيه، قال: “نسأل الله ان يجعل من هذا العيد فرصة لإعادة الأمل الى ربوع الوطن بعد طرد الارهاب منه، وانتصار الحق على التطرف، وتثبيت حماية الحدود، واذ نتقدم بالتهنئة من لبنان الوطن بكافة عائلاته وابنائه، نتقدم في الوقت نفسه من عائلات الشهداء بأخلص مشاعر المواساة والتضامن والتعاطف، ونوجه التحية للذين قاتلوا لحماية لبنان واللبنانيين من جيش ومقاومة، وللمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية بكل فروعها على كل ما قاموا به في هذا المضمار وما يقومون به على كل صعيد لتثبيت السلم الأهلي. ونسأله تعالى ان يشمل جميع الشهداء بوافر رحمته ورضوانه. وما لم نتكاتف بقوة إيماننا بوطننا، وما لم نتحد على الأسس الثابتة التي انبنى عليها صرح لبنان، وما لم نرتفع عن شهوات الاستئثار والتسلط، فإن بلدنا معرض لأخطار كبرى، وما لم نساعد أنفسنا في تعميم لغة الحوار والامتناع عن كل أشكال التوتير والتباعد، لن يكون لنا بلد ينال ثقة في السيادة والاقتصاد والاجتماع والثقافة الوطنية الحقة”.
وأضاف: “نجدد القول اننا نريد لبنان بعهده الجديد دولة مؤسسات عصرية شفافة. نريد ان تكون الحكومة قادرة على العمل بالتفاهم في حدود النقاش الديموقراطي على تحقيق الإنجاز. نريد ان يكون اداء جميع مكونات لبنان في مستوى الحرص على الوحدة الوطنية، وفي مستوى انخفاض منسوب الشحن الممجوج للعصبيات الانفعالية، وفي توفير مناخ سياسي بعيد عن التشكيك المشبوه. ونحن نلفت إلى هذا الأمر من حرصنا على المصلحة الوطنية العليا، ومن باب اغتنام فرصة التفاهم الداخلي المثمرة حتى الآن من أجل توطيد أسس الأمن والاستقرار، ومن أجل التوجه بالحيوية التي نعهدها باللبنانيين، خصوصا من هم في مواقع القدرة على العمل والعطاء، من اجل التخطيط لأيام تسودها الطمأنينة، وأن يجعلوا من القادم من الأيام مسارا إصلاحيا بحق، ويضعوا نصب أعينهم المصالحة الوطنية هدفا مستديما لا يتزعزع، والحيلولة لمنع الهدر والفساد، ولتنشيط الاقتصاد دون تفاقم مسألة تبديد الثروة الوطنية، لأن عافية الاقتصاد هي ضرورة لبقاء البلد وتحصينه من كل المخاطر”.
وتابع حسن: “رحبنا ونرحب بعودة المجلس النيابي الى دوره التشريعي ونذكر ان المسلمين شرعوا قوانينهم في احوالهم الشخصية ضمن القوانين اللبنانية، وبما كفله الدستور، ومن غير المقبول او الجائز اقرار قوانين او مشاريع تطال تشريعاتهم الخاصة بدون توافق روحي عليها. ومن المصادفات الخيرة مصادفة الأضحى في يوم الجمعة المبارك ايضا. وهو يوم عظيم عند المسلمين ونحن نطالب بإعادة النظر في دوام العمل الوظيفي لهذه الجهة”.
وختم: “ايها اللبنانيون، إننا في عصر يستهجن فيه جهابذة الواقعية ذكر الأخلاق في الطرح السياسي، لكننا نقول بإيمان وطيد، إن الكثير من أزمات هذا العالم تحتاج إلى القليل من الأخلاق كي يثمر عمل القوى القادرة شيئا من العدل للشعوب المضطهدة نتيجة الاستهتار بحقوقها الإنسانية التي سميت ذات يوم “شرعة دولية”. نقول هذا وفي بالنا وقلبنا القدس الشريف وفلسطين، وفي وجداننا سوريا والعراق واليمن وليبيا. وفي ضميرنا لا معنى للقوة إزاء الحق بمقياس الإيمان. ولا يجب أن يكون العنف الغاشم وسيلة لحل الأمور، ولا يمكن أن يكون الإرهاب سبيلا إلى إحقاق حق. وإنما الاخلاق في سلوك درب الحوار الإنساني العميق، والتفاهم على توازن المصالح، والنظر إلى بناء عالم بتلافي عوامل الاضطراب قدر المستطاع”.