كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”:
بعد انتهاء المعارك في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع وإندحار الارهابييّن، وإتخاذ القرار بالقضاء عليهم في كل لبنان، تتردّد اخبار عن إمكانية دخول الجيش الى عين الحلوة في وقت ليس ببعيد، وفي هذا الاطار يشير عميد متقاعد في الجيش الى ان المؤسسة العسكرية ستكمل مهمتها في مخيم عين الحلوة لاحقاً لتحريرها من «الدواعش» بالتنسيق مع منظمة «فتح».
وعن سبب توقيت المعركة اليوم والضوء الاخضر الاميركي الذي اُعطي، اعتبر بأن القرار الخارجي بالقضاء على الارهاب إتخذ قبل سنوات وبدأ في العراق وسوريا، واليوم اتى الوقت المناسب في لبنان للقضاء على هؤلاء على يد الجيش اللبناني. ولفت الى ان الدعم الدولي للجيش ما زال قائماً ولم يتغّير شيء، نافياً ما اشيع قبل ايام بأن الاميركيين اوقفوا تسليح الجيش وسحبوا بعض المعّدات العسكرية، لا بل على العكس فقد وصلت دفعات جديدة من الاسلحة الاميركية المتطورة جداً، والامر عينه ينطبق على البريطانييّن الذين يجهّزون الجيش على الحدود بمعّدات الاسلحة النوعية للمراقبة.
الى ذلك تشير المعلومات من داخل عين الحلوة الى ان لا بيئة حاضنة لهؤلاء بل رفض مطلق من ان ينغمس المخيم في المعركة جراء وجودهم، وينقل مصدر سياسي مطلّع بأن الجماعات الارهابية المنتمية الى «النصرة وداعش» تتحضّر للالتحاق بمسؤوليها في سوريا، وعدد هؤلاء يفوق المئة مسلح بقليل، وقد ابلغوا القيادات الفلسطينية المتواجدة في المخيم بأنهم تلقوا من مسؤوليهم قرار الترحيل قريباً على ان تبقى عائلاتهم في المخيم، وبأن «عصبة الانصار الاسلامية» ستكون الوسيط بين هؤلاء والدولة اللبنانية.
وأشار المصدر الى انه يُعمل على تأمين ممرّ آمن لهم للوصول الى سوريا، ومن ضمن هؤلاء اسامة الشهابي وبلال بدر وبلال العرقوب وشادي المولوي، ويتوزّع المطلوبون في حيّ الصفصاف وحيّ حطين في المخيم وينتمون الى «جند الشام» و«فتح الاسلام» ومجموعة المقدسي والقاعدة و«جبهة النصرة وداعش» و«كتائب عبدالله عزام». لافتاً الى ان السفارة الفلسطينية في بيروت تلعب الدور الاكبر لتفادي المعركة وهي تجري الاتصالات مع الحكومة اللبنانية، كما ان قيادياً في حركة «فتح» مكلّف من السفارة المذكورة يلعب دور المفاوض مع الاسلامييّن في المخيم، مع الاشارة الى ان لا قرار نهائياً حتى الساعة من الدولة اللبنانية لان بعض هؤلاء قاتلوا الجيش واسقطوا شهداء له، كما ان بعض الارهابيين يرفضون الرحيل الى سوريا ومن ضمنهم جماعة بلال بدر وبعض الدواعش، فيما ابدى ارهابيو النصرة إستعدادهم الفوري للخروج من المخيم.
وختم المصدر المذكور «بأن معركة عين الحلوة ستكون باهظة جداً في حال تعنّت هؤلاء، لان الجيش سيدخل قريباً لتطهير المخيم، والمطلوب تسليم كل مَن قاتل الجيش، اذ من غير المقبول ان يرحل هؤلاء وينعمون بالجيش الكريم وبالاموال والاستقرار وبالباصات المكيّفة، فيما جنودنا إستشهدوا على يد هؤلاء وبأبشع الطرق وهم اليوم تحت التراب».