لم يذق أهالي العسكريين اللبنانيين الشهداء طعم النوم، منذ الأحد الماضي، يوم حضر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى خيمة اعتصامهم في ساحة رياض الصلح في قلب بيروت ليبلغهم الخبر القاسي عن العثور على مكان دفن 8 جثث تعود للعسكريين المخطوفين لدى «داعش». وتمرّ الساعات ثقيلة عليهم في انتظار النتائج النهائية لفحص الحمض النووي «دي ان أي»، التي يتوقّعون صدورها بعد غد الثلثاء كما أكّدوا لصحيفة «الحياة». ولفتوا إلى «أنها أخذت وقتاً لأسباب علمية وطبيّة».
وقال مصدر وزاري لـ «الحياة» أنه تبلّغ أن فحوص الـ «دي.ان.ايه» أدّت حتى الأمس، إلى التعرّف الى جثامين 7 من العسكريين اللبنانيين الـ9 الذين خطفهم مسلحو «داعش». وعلى رغم أن المعطيات تؤكد خبر استشهادهم، فإن الأهالي يرفضون أن يتخلّوا عن قبسٍ من نور، علَّ البحوث المخبرية تحمل إلى بعضهم «معجزة».
خيمة الاعتصام التي نُصبت بعد نحو 70 يوماً على خطفهم في 2 آب (أغسطس) 2014، والشاهدة على معاناة الأهالي، ستكون على موعد مع يوم وداعهم. يؤكد حسين يوسف والد العسكري الشهيد محمد ابن مدوخا (قضاء راشيا) أن «من حق أبنائنا أن يمروا إلى الخيمة التي باتت ملجأنا الوحيد بعد خطفهم، ويعرفوا أننا كنا نطالب الحكومة عن قرب بإنقاذهم من المجرمين في الجرود وأننا أمضينا ثلاث سنوات هنا». ولفت إلى أنه «سيتم تكريمهم في بلداتهم تكريماً يليق بشهادتهم بعد أن نودّعهم في خيمة الاعتصام». ودعا «اللبنانيين الذين أبدوا تعاطفهم معنا إلى المشاركة في هذا اليوم الوطني».
وأكد أن «العسكريين ظُلموا وقُتلوا بدل المرة ألفاً»، لافتاً إلى أن «تعامل الرئيس ميشال عون مع قضيتنا كان بمثابة تعامل والد مع أبنائه». وشدد على أنه «أثبت هذا الأمر من خلال متابعته الدائمة لهذه القضية ومطالبته بإجراء تحقيق في ما حصل خلال أحداث عرسال عام 2014 التي أدت إلى خطف العسكريين وهذا الأمر يشعرني بالثقة أن حقهم لن يضيع». وأضاف أن «الرئيس عون هو رجل عسكري ويعرف معنى الظلم».
وقال: «المرحلة المقبلة تفرض علينا متابعة التحقيقات»، مشدداً على «ضرورة محاسبة كل شخص شارك في عملية الخطف وفي قرار عدم استرجاع أبنائنا لحظة خطفهم أو بعد أيام قليلة». وطالب بـ «إعدام الموقوف عمر ميقاتي الذي صوّر جريمة ذبح العسكري الشهيد علي السيد وعملية ذبح الشهيد عباس مدلج».
وعن توقيف ابن الشيخ مصطفى الحجيري، قال: «هذا شأن الجيش. ونحن ننأى بأنفسنا عن هذا الموضوع».