Site icon IMLebanon

هل الحريري في “ورطة” مع الاميركيين؟

 

 

أشارت اوساط دبلوماسية غربية لـ”الديار” الى أن السفارة الاميركية تنتظر انتهاء فرصة الاعياد في بيروت، لاجراء مراجعة دقيقة مع حلفاء مفترضين لتقويم اسباب الاخفاق في “تطويق” حزب الله اعلاميا وسياسيا، خصوصا أن “ثغرة” كبيرة غير محسوبة تسبب بها رئيس الحكومة سعد الحريري من خلال تصريحاته في باريس والتي تبنى فيها الموافقة على “الصفقة” مع مسلحي “داعش” لاخراجهم من الاراضي اللبنانية، وهذا ما اعطى مصداقية لرواية الحزب واحرج حلفاء الحريري ومعهم واشنطن التي اوعزت للسفيرة الاميركية في بيروت بلقائه بعد عودته من العاصمة الفرنسية لابلاغه استياء الخارجية الاميركية من خطوته العلنية غير “المفهومة”…

وبحسب اوساط “قواتية” تلقى الرئيس الحريري اتصالا من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع نهاية الاسبوع لتهنئته بالعيد، وقد استغله للاعراب عن اسفه لصدور موقف مماثل “غير ضروري”، خصوصا أن الحكومة لم تكن في اجواء قرار مماثل…

ووفقا لاوساط وزارية، فإن موقف رئيس الحكومة جاء منسجما مع قناعته بأن لا تبدو الحكومة اللبنانية “كالزوج المخدوع”، ومع تصدي رئيس الجمهورية ميشال عون لمسؤولياته باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، لم يرغب الحريري في الظهور بموقف ضعيف خصوصًا أنه متهم في الاوساط السنية بأنه اضعف موقع رئاسة الحكومة، وكذلك فإن الدور البارز لمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، “احرج” الجميع، خصوصا أنه لم يقم بأي خطوة دون التنسيق معه، ومع رئيس الجمهورية، وقد جاء خطاب الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، بمثابة “رسالة” الى الحريري بأن رئيس المجلس لن يسمح بأن يتم تحميل اللواء ابراهيم مسؤولية لا يتحملها، بل هو تحرك بغطاء سياسي جاء ليتكامل مع التفاوض الذي قام به حزب الله…وهكذا “احرجه” بري “فاخرجه”…

كما ان الرئيس الحريري استفاد من غياب قرار سعودي حاسم في ملف معركة الجرود بعد أن فهم من المبعوث السعودي الى بيروت تامر السبهان، أن المملكة لم تعد مهتمة بما ستؤول اليه الامور على الحدود اللبنانية السورية… وبرأي تلك الاوساط فإن الرئيس الحريري يعيش ازمة “معاكسة” لما يمر به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يخشى أن يدفع ثمن موقفه المتماهي مع الاميركيين بازاحته عن رئاسة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة، فيما يخشى الحريري ان تكون “دعسته” الناقصة سببا في تراجع الدعم الغربي له في رئاسة الحكومة اللبنانية..