Site icon IMLebanon

لبنان مُقْبِلٌ على “قتالٍ سياسي” حول “ورقة” النازحين… الثمينة

 

 

لم تستبعد دوائر مراقبة في بيروت أن تكون «تغريدة» لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان عكستْ في حدّتها ما اكتشفه من اختلالٍ عميق في موازين القوى يجعل من «حزب الله» صاحب «الإمرة» في المسائل الأساسية، على غرار تَحكُّمه بمعركة الجرود التي انتهت الى صفقةٍ بين الحزب و«داعش» اضطرّ لبنان الرسمي إلى السير بها وتغطيتها، وخصوصاً في ظل المعلومات عن تَفاهُمٍ في هذا الشأن بين الرئيس عون والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وثمة أوساطٌ في بيروت رأتْ في لجوء الديبلوماسي السعودي المعني بالملف اللبناني (السبهان) إلى «مكبّرات الصوت» محاولةً استباقية لقطْع الطريق على ضغوطٍ ايرانية بدأتْ لحمل المسؤولين اللبنانيين على التواصل مع النظام في سورية، في إطار خطةٍ لإعادة العدد الأكبر من النازحين السوريين الى بلادهم (يبلغ عددهم في لبنان مليون ونصف مليون)، ولأهداف تتجاوز ملف النازحين بعيْنه.

ورأت هذه الأوساط عبر صحيفة “الراي” الكويتية أن الضغوط الإيرانية هدفها استباق الخطة القاضية بإجراء انتخاباتٍ رئاسية في سورية بإشرافٍ دولي، في إطار المرحلة الانتقالية التي تفضي إليها التفاهمات بين اللاعبين الدوليين والإقليميين، وتالياً فإن طهران تريد إفقاد خصوم الأسد ورقةً بالغة الحساسية (النازحين) في الانتخابات العتيدة التي بوشرت الاستعدادات لها في المؤسسات الدولية المعنية.

وبهذا المعنى، فإن المعركة المقبلة والأكثر حماوة في بيروت سيكون عنوانها «إعادة النازحين»، وسط معلومات عن أن «حزب الله» سيخوضها بـ«التكافل والتضامن» مع بري و«التيار الوطني الحر»، الذي يبدي رئيسه الوزير جبران باسيل حماسةً في هذا الاتجاه.

وثمة مَن يراهن في بيروت على إمكان تفادي انفجار الحكومة عبر الصيانة الدائمة للعلاقة بين الرئيسين عون والحريري وجعْلها «مانعة صواعق» قادرة على امتصاص الصدمات والحدّ منها تفادياً لانتكاسة العهد على مشارف نهاية سنته الأولى.

وفي تقدير دوائر مراقبة ان عون والحريري يدركان أهمية احتواء التوترات المتزايدة، وخصوصاً ان رئيس الجمهورية يعتزم ترؤس وفد لبنان الى الامم المتحدة والقيام بزيارة دولة لفرنسا في 25 الجاري، في الوقت الذي من المقرَّر أن يزور رئيس الحكومة روسيا في 11 الجاري لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين.