كتبت رنا سعرتي في صحيفة “الجمهورية”:
أنعش المغترب اللبناني، القطاع السياحي هذا العام، خصوصاً موسم الصيف الذي شهد حركة سياحية هي الافضل مقارنة بالاعوام الماضية. وكان لافتا جذب لبنان هذا العام مغتربين لبنانيين أحجموا عن زيارة بلدهم الأمّ منذ سنوات عدّة.
لا شكّ ان موسم صيف 2017 كان افضل المواسم السياحية منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، والتي أدّت تداعياتها الى تراجع النمو الاقتصادي في لبنان عاماً بعد عام والى انعدام المواسم السياحية في السنوات الاخيرة بسبب عدّة عوامل أبرزها الحظر الخليجي المفروض على لبنان.
لكن حركة مطار بيروت الدولي كانت لافتة جدا هذا الصيف، حيث بلغت أعداد المسافرين رقماً قياسياً في شهري تموز وآب الماضيين ليسجل تموز مليون راكب وآب مليونا و79 ألف راكب، في حين بلغت نسبة الارتفاع في اعداد السياح القادمين الى لبنان هذا الصيف حوالي 35 في المئة مقارنة مع صيف العام 2016، وبلغ عدد الركاب الوافدين حوالي 17 الفاً يومياً، مما استدعى تسيير رحلات جويّة اضافية ليشهد المطار للمرة الأولى إقلاع وهبوط حوالي 175 رحلة جوية يومياً في تلك الفترة.
وفيما ساهم موسم الحجّ الذي تزامن في شهر آب الماضي، أي في موسم الذروة السياحية في تعزيز الحركة الاستثنائية التي شهدها مطار رفيق الحريري الدولي، اعلن نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر لـ«الجمهورية» ان الحركة السياحية خلال عطلة عيد الاضحى كانت جيّدة جدّاً، لافتاً الى ان 60 الى 70 في المئة من الزبائن في المناطق الجبلية هم لبنانيون «حيث ان اهالي صيدا وصور وطرابلس على سبيل المثال يقصدون منطقة برمانا للترفيه، في حين ان أهالي بيروت يعتبرون ان مناطق فاريا، فقرا والارز هي وجهة ترفيههم».
وقال ان معدل نسبة الإشغال في فنادق لبنان تجاوز الـ 80 في المئة خلال فترة العيد لتعود النسبة وتنخفض بعد ظهر يوم أمس الى 50 في المئة، وستصل اليوم الى ما بين 25 و35 في المئة.
واشار الاشقر الى ان الحركة الاستثنائية التي شهدها مطار بيروت وزحمة المسافرين خلال موسم الصيف كان سببها اللبنانيون المغتربون وليس السياح الاجانب حيث ان 90 في المئة من المسافرين هم لبنانيون.
ولفت الى ان الاغتراب اللبناني تهافت بنسب كبيرة الى لبنان هذا العام، مشددا على ان المغتربين هذا العام لم يأتوا فقط من كندا واستراليا كما جرت العادة، «بل شهدنا عودة مغتربين من أفريقيا، دول الخليج، المكسيك ودول أميركا اللاتينية».
واكد الاشقر ان مؤتمر الاغتراب الذي عقدته وزارة السياحة اللبنانية والذي حشد حوالي 2000 مشارك، ادّى الى جذب ما لا يقل عن 30 ألف سائح ومغترب.
حركة الركاب
وفقا لآخر احصاءات مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، سجلت حركة الركاب في المطار، المزيد من الارتفاع، حيث بلغت خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي 5 ملايين و538 ألفا و185 راكبا بزيادة تقدر بنصف مليون راكب عما كانت سجلته في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتخطت اعداد الركاب في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت المليون في شهر آب 2017 وسجلت مليونا و67 ألفا و471 راكبا بزيادة قاربت 17 بالمئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وما تزال هذه الارقام في تصاعد مستمر مع بداية شهر ايلول حيث يتجاوز العدد اليومي للركاب 40 الفا من لبنان واليه.
وتشير كل التقديرات الى المزيد من الارتفاع في ظل الحركة الناشطة جدا من المطار واليه، وبالتالي انتظار البدء بالمرحلة الجديدة لتطوير سعة المطار والانتقال الى مرحلة استيعاب 12 مليون مسافر سنويا من لبنان واليه.
وبحسب الاحصاءات الرسمية، زاد عدد الوافدين الى لبنان خلال شهر آب 2017 بنسبة 21,50 بالمئة وبلغ 492 الفا و603 ركاب، كذلك ارتفع عدد المغادرين بنسبة 12,12 بالمئة وسجل 573 الفا و510 ركاب، اما حركة الترانزيت فسجلت ارتفاعا بنسبة 277,2 بالمئة فارتفع عدد ركاب الترانزيت من 360 راكبا في آب 2016 الى 1358 راكبا في آب 2017.
ليكون بذلك مجموع الركاب في آب الفائت بلغ مليونا و67 ألفا و471 راكبا وتكون بذلك نسبة الزيادة 16,37 بالمئة عن آب 2016.
وبالنسبة للطائرات التجارية، بلغ مجموع رحلات شركات الطيران التجارية من وطنية وعربية واجنبية العاملة في المطار خلال شهر آب الفائت 7378 بزيادة 8,74 بالمئة عن آب 2016. توزعت على 3671 رحلة وصول الى لبنان، بزيادة 8,77 بالمئة، و3664 رحلة إقلاع من لبنان، بزيادة 8,56 بالمئة، و43 رحلة عبور بزيادة 22,8 بالمئة.
بلغ مجموع الرحلات الخاصة من لبنان وإليه خلال شهر آب الماضي 614 رحلة مسجلة انخفاضا بنسبة 10 بالمئة عن الشهر ذاته من العام الماضي 2016.
بلغ مجموع الرحلات الخاصة التي وصلت الى لبنان 286 رحلة، بتراجع 21,43 بالمئة، وأقلعت 284 رحلة خاصة من لبنان بزيادة 4,41 بالمئة و44 رحلة عبور، بتراجع 6,3 بالمئة.
اما حجم البضائع المنقولة جوا في آب الماضي فقد بلغ 9771,4 طنا، بزيادة 36,3 بالمئة، توزعت بين 4915,4 طنا من البضائع المستوردة، بزيادة 8,83 بالمئة و4856 طنا من البضائع المصدرة، بزيادة 83 بالمئة.
كذلك إرتفع حجم البريد المنقول جوّاً بنسبة 22,7 بالمئة وبلغ 56,24 طنا، منه 47,5 طنا من البريد الوارد، بزيادة 53 بالمئة، اما البريد الصادر فتراجع بنسبة 41 بالمئة وسجل 8,64 طنا.