تعليقا على ما قاله المتحدث باسم أهالي العسكريين الشهداء السيد حسين يوسف، رد المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في بيان قائلا: “ان المشنوق يتفهم ويقدر المشاعر التي يحملها الأهالي في هذه اللحظات العصيبة عليهم، ويؤكد أنه كان دائما ولا يزال وسيظل إلى جانبهم. ويؤكد المشنوق أن ما يعيشه الأهالي واللبنانيون هو جرح وطني يحتاج إلى وقت قبل أن يلتئم، ويشدد على أن العسكريين استشهدوا دفاعا عنا وعن لبنان، ويقول للأهالي إن وجعهم هو وجعنا كلنا.
ومع تفهم الوزير المشنوق لما صدر عن يوسف من أن “توقيت عملية سجن رومية كان قاسيا علينا”، فإنه لا بد من توضيح التالي:
ما نسب إلى الوزير قوله عن العسكريين إنهم “قتلوهم ونعتبرهم شهداء وسنلصق صورهم على الحيطان”، حين كانوا مخطوفين، لم يرد على لسان الوزير لا كتابة ولا شفهيا، ولا هذا أسلوبه في الكلام أو الكتابة.
أما بالنسبة إلى العملية الأمنية في المبنى “ب” من سجن رومية، لا بد من التذكير بأنها تمت بعد إعلان المجموعة الإرهابية التكفيرية عن إعدام الجندي علي البزال. وكان الوزير المشنوق قد أجل تنفيذ العملية، لكن التطورات الأمنية والمتابعة والرصد من قبل الأجهزة الأمنية أدت إلى اكتشاف اتصالات بين موقوفين في المبنى “ب” وبين انتحاريين لهم علاقة بتفجيرات متعددة في لبنان، من بينها تفجير جبل محسن، فكان الضروري أمنيا والواجب وطنيا تنفيذ العملية وعدم تأخيرها حفاظا على أرواح اللبنانيين وعلى السلم الأهلي.
كما يجدد الوزير المشنوق وقوفه إلى جانب الأهالي ويؤكد أن مشاعره معهم مهما قالوا، خصوصا أنهم، ومن خلال لقاءاته المتكررة بهم، طوال الفترة الماضية، يعرفون مدى حرصه ودقته في التعاطي معهم. لكن لا بد من القول إنه لا يشاطرهم الرأي بوجود رابط بين تحرير سجن رومية من احتلال الموقوفين وإدارتهم الإرهاب من المبنى “ب”، وبين قتل العسكريين الشهداء على أيدي منظمة تكفيرية إرهابية.
والجدير ذكره أن التحقيقات الرسمية المبدئية التي رافقت الكشف عن مصير العسكريين، أفادت بأن “أمير داعش الشرعي ولقبه أبو بلقيس قتل العسكريين المخطوفين قبل عامين، (أي بعد عام من تنفيذ عملية تحرير سجن رومية) بعدما جاء خصيصا من الرقة لتنفيذ حكم الإعدام بهم، ولمنع التفاوض بشأن مصيرهم، وغادر بعدها إلى الرقة مصطحبا معه قيادات داعش التي شاركت في خطفهم وتخلص هناك من تلك القيادات حتى لا يبقى أثر ولا قدرة على المتابعة”.
وختاما يتوجه الوزير المشنوق إلى أهالي العسكريين فيذكرهم بالآية الكريمة التي تقول: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.