أكّد مستشار اللواء أشرف ريفي الصحافي أسعد بشارة أنّه “لم يسبق للبنان أن عاش محنة كهذه، أي أن يعود عناصر الجيش إلى ديارهم شهداء”.
بشارة شدّد في حديث لإذاعة “صوت لبنان (100.5)، على أنّ “التحقيق بملف أحداث عرسال يجب أن يبدأ بالصفقة المشبوهة التي أبرمت بين “حزب الله” والنظام السوري وداعش، وتهريب عناصر التنظيم إلى دير الزور”، لافتاً إلى أنّ “حزب الله لم يعط أيّ إجابة مقنعة حول سببب إيقاف معركة الجرود ولو بالحد الأدنى”. واعتبر أنّ “السلطة السياسية الحالية غير مؤتمنة على التحقيق ولا على حياة العسكريين”، مشيراً إلى أنّهم “يقومون بحملة نفاق وتضليل”.
ودعا إلى “فتح محاضر جلسات مجلس الوزراء لحكومة الرئيس تمّام سلام كي يتم تحديد المسؤوليات”. واضاف: “حينذاك، الثابت الوحيد أنّ فريقاً منع الدولة من التفاوض الجدي واستعادة العسكريين أحياء”، لافتاً إلى أنّ “هذا الفريق يمارس حملة نفاق ليغطي إتمام الصفقة التي أدّت إلى حماية داعش”. وأضاف: “لا بل التحقيق يجب أن يبدأ من ذهاب حزب الله إلى سوريا واستجلاب داعش إلى لبنان”.
ولفت بشارة إلى أنّ “هناك مواقف داخل هذه الحكومة لا ترتقي إلى مستوى الحد الأدنى من مواجهة ما يقوم به حزب الله”، وتابع: “رئيس الجمهورية يقول إنّه يتهم غموض بعض الأطراف السياسية بملف أحداث عرسال، لكن أنا أذكر بموقف الرئيس عون في الرابية حين قال لا تفاوض مع هؤلاء، فلماذا أيّد رئيس الجمهورية اليوم التفاوض وغطى صفقة تهريب داعش، فيما رفض بالأمس”.
وأكد أن “ليس لدى الرئيس تمّام سلام ما يخاف منه في هذا الملف، وبالتالي فلتكشف محاضر الجلسات”، مشيراً إلى أنّ “تنظيم داعش هو فتح إسلام على مستوى مكبّر أرسل إلى لبنان من المخابرات السورية، وهو نفس السيناريو، فهؤلاء أُخرجوا من السجون السورية لتنفيذ مهمات قذرة، وقد شيطنوا الثورة السورية السلمية ثمّ “خردقوها” بهذه التنظيمات”.
وسأل: “كيف يضحّي حزب الله بتضحيات الشهداء، كيف يضحي بمشاعر المدنيين الذين سقطوا جرّاء التفجيرات الإرهابية في الضاحية الجنوبية، كل ذلك فقط لأنّ النظام السوري يريد ذلك”.
ورأى مستشار اللواء ريفي أنّ “هذه الحكومة مستمرة لمصلحة فريق وعلى حساب فريق، إذ أنّ حزب الله يعتبر أنّ البلد له وبالتالي لا يقبل بالتميّز”، مشدّداً على أنّ “التنازلات لصالح حزب الله ولصالح رئيس الجمهورية الذي لا يؤتمن على الدستور، هي التي تجعل الحكومة مستمرة حتى الآن، والتي لن يطول عمرها”.
وأردف: “هناك وصاية إيرانية تسعى للإطباق على البلد، وقد حققت أشواطاً في هذا المسار، لكن لبنان عصي على كلّ هذه السياسات”. وأضاف: “إيران متقدمة إلى حد ما، لكن لن تحقق انتصاراً في المنطقة”. ورأى أنّ “الموقف السعودي الذي عبّر عنه وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، يشير إلى أنّ الصبر السعودي نفد وأنّ التسوية سقطت”.
وقال: “أعتقد أن لا غطاء لرئيس الحكومة بالمسار الذي يسير فيه”، لافتاً إلى أنّ “الصمت السعودي على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية وتصريحاته انتهى”، لافتاً إلى أن “ثمّة خيبة أمل لدى السعودية من آداء الحريري بعدما ترك له حرية التصرف”. وأشار إلى أنّ “هناك تحفيزاً سعودياً لإعادة ترتيب التوازن بمواجهة تمدد حزب الله المكلّف بالهجوم على السعودية، كما أنّ حفلة التكاذب الإيراني انتهت”.
وعن موضوع التطبيع مع النظام السوري، قال بشارة إنّ “هذا الأمر هو انتحار وطني، وحزب الله يدفع كثيراً في هذا الإتجاه، والحريري لن يستطيع الوقوف في وجه ذلك خصوصاً أنّه لم يستطع الوقوف بوجه المحاولات السابقة”.
وعن الاجتماع الذي انعقد في بيت الكتائب المركزي في الصيفي بين اللواء ريفي والنائب سامي الجميل والنائب دوري شمعون، قال بشارة إنّ “القواسم المشتركة أنتجت لقاءً طبيعياً ويؤسس إلى مرحلة المطلوب فيها مبادرة وطنية إنقاذية”، لافتاً إلى أنّ “الإتصالات جارية مع شخصيات في لبنان لها قيمتها واحترامها وكذلك مرجعيات، وهذا الموضوع لم يبدأ حتى يتوقف”. وقال إنّ “هذه السلطة أوصلت الدولة إلى أدنى مستويات، والمطلوب الإتفاق على برنامج وطني إنقاذي”.
وإذ أشار إلى أنّ “من يشارك في السلطة ليس لديه مشروع عدا حزب الله”، قال بشارة إنّ “هناك زواجاً مارونياً بين السلاح والفساد، فالسلاح يشاهد الفساد ويشارك فيه، فيما الفساد يغطي السلاح”، منتقداً ربط موضوع سلسلة الرتب والرواتب بقانون الضرائب، وكأنهم يقولون للبنانيين، إمّا السلسلة مع الضرائب أو لا سلسلة. وكذلك فعلت السلطة في ملف النفايات، إمّا أن نردم النفايات في البحر أو فلتبقى النفايات أمام أبواب منازلكم. وأيضاً في موضوع الكهرباء، علينا أن نقبل بصفقة البواخر أو فلنبقى على هذا الحال من التقهقر بملف الكهرباء”. وأضاف: “وكأن هناك جوعاً عتيقاً للإمعان في السرقة والهدر والفساد، إذ أنّ الفريق الموجود حالياً في السلطة يرى أن الفرصة لن تتكرر لذلك يسارعون إلى تحقيق ما يمكن من مكاسب وسرقات”.
وفي موضوع الضرائب ورأي المجلس الدستوري في هذا الإطار، أشار بشارة إلى وجوب تحكيم الضمير، إذ يمكن للقرار أن يكون عادلاً بإلغاء الضرائب على الناس”، لافتاً إلى وجوب أن تتحمل المصارف جزءاً من الضرائب من خلال أرباحها”.
وختم بشارة بالقول إنّ “كل الوصايات في هذا البلد سقطت، وواهن من يعتقد أنّه من الممكن السيطرة عليه، وعلى اللبنانيننن الأحرار أن ينزلوا ليقولوا كلمتهم”، مشدّداً على أنّ “القضية ليس مشكلة تعب لدى الشعب اللبناني، بل أنّ ثمّة حسابات خاطئة لدى البعض أوصلتهم إلى هذا الحال”.