Site icon IMLebanon

علماء يحلون لغز رسالة غامضة كتبتها راهبةٌ عام 1676

 

 

تمكن علماء الحاسب الآلي من حل لغز لرسالة كتبتها إحدى الراهبات الصقليات في القرن السابع عشر، والتي ادعت بأنها “رسالة من الشيطان” على إثر إصابتها بمس شيطاني.

وكُتبت تلك الرسالة المشفرة بيد الراهبة ماريا كروسيفيسا ديلا كونسيزيون في دير بالما دي مونتيكارلو عام 1676، حيث ادعت أن الشيطان قد كتب هذه الرسالة باستخدام يديها، وفقاً لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الجمعة 8 أيلول 2017.

بعد مرور 340 عاماً، استطاعت مجموعة من علماء الحاسب الآلي الإيطاليين فك هذه الشفرة باستخدام برنامج فك شفرات عثروا عليه على شبكة الإنترنت، ووجدوا أنها تحمل رسالة شيطانية تتحدث عن الرب والمسيح.

 

تفسير اللغز

 

وتشير الصحيفة إلى أن الراهبة ماريا كروسيفيسا ولدت باسم إيزابيلا توماسي عام 1645، إلا أنها أعيد تعميدها بمجرد دخولها إلى دير بينديكتين في بالما دي مونتيكارلو عندما بلغت 15 عاماً.

وفي صباح يوم من عام 1676، استيقظت الراهبة لتجد نفسها مغطاة بحبر الكتابة، وبجانبها رسالة غامضة، ومن ثم أخبرت أخواتها بإصابتها بمس شيطاني، أُجبرت على إثره على كتابة هذه الرسالة.

صدقتها أخواتها الراهبات، وبسبب عدم التوصل لأي تفسير منطقي لذلك اللغز الوارد في الرسالة، قامت الراهبات، ومن أتى من بعدهن من أجيال الراهبات، بعرض هذه الرسالة في الدير. وحاول الكثير من الناس فك لغز هذه الشفرة على مر السنين، إلا أن أحداً لم يصل لحلٍّ حتى الآن.

وتمكن فريق بحث في مركز لودوم للعلوم في كاتانيا بصقلية فك الشيفرة بعدما استخدموا أحد البرامج التي عثروا عليها على شبكة الإنترنت. وصرح دانيل أبات، مدير المركز لصحيفة “التايمز” البريطانية قائلاً: “لقد زودنا البرنامج بأبجديات اللغة اليونانية القديمة، والعربية، والرونية، واللاتينية من أجل فك شفرة الرسالة، وتبين لنا أنها بالفعل رسالة شيطانية”.

 

رسالة من تأليف الراهبة

واستطاعت الراهبة ماريا أن تبرع في علم اللغويات خلال السنوات التي قضتها في الدير، إذ يعتقد العلماء أن هذه الرسالة قد كُتبت في الحقيقة بلغة من تأليفها – مجموعة مختلطة من حروف اللغات التي درستها.

وقام فريق البحث بتحميل برنامج فك الشفرة بأي لغة من المحتمل أن تكون قد صادفتها، بما في ذلك اللغة اللاتينية، واللغة الرونية الإغريقية القديمة، واللغة الإغريقية الحديثة، بل حتى زودوا البرنامج بلغة اليزيديين أيضاً.

ومن خلال التعرف على الحروف الواردة في الرسالة من خلال مقارنتها بحروف تلك اللغات التي من المحتمل أن تكون الراهبة ماريا قد درستها، استطاع العلماء التوصل إلى معنى منطقي لهذه الكلمات.

واستطاع فريق البحث ترجمة 15 سطراً من الرسالة، واكتشفوا أنها تتحدث عن العلاقة بين الإنسان والرب والشيطان، ويشير محتواها إلى عدم اقتناع الراهبة بوجود الرب.

وأشار العلماء إلى أن الرسالة عشوائية، وغير متسقة، وتفتقد إلى تكوين معنى شامل.  وهو ما يدعم النظرية التي يتبناها العلماء المعاصرون، وهي أن الراهبة ماريا عانت من الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، وليس ما كانت تعتقد هي بإصابتها “بمس شيطاني”.