Site icon IMLebanon

مغازلة “الحزب” لـ”التيار” إمتداد لقرار إيران مهادنة السعودية!

تقول مصادر سياسية مراقبة للوكالة “المركزية” إنّه لا يمكن المرور مرور الكرام أمام المواقف التي أطلقها أمس نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. فتوقيت مغازلة “الحزب” لـ”تيار المستقبل” جاء لافتا ودلّ مجددا الى ارتباطات “الضاحية” الاقليمية.

ففيما تحاول طهران مؤخرا إعادةَ “مدّ الجسور” بينها وبين الرياض، حيث شكرت الاولى الثانية على حسن تنظيم موسم الحج ورأت ان الفرصة باتت سانحة لاجراء مفاوضات بين الجانبين لتسوية مشاكلهما، وقد كشف وزير خارجيتها محمد جواد ظريف شخصيا عن زيارات دبلوماسية ستحصل بين الطرفين، جاءت تصريحات قاسم في السياق “التصالحي” ذاته، وقرارُ “الجمهورية الاسلامية” مهادنة السعودية وتهدئة الاجواء معها، طالت مفاعيله، بطبيعة الحال، “حزبَ الله”، أحد أذرع ايران في المنطقة.

وكما ترسل طهران رسائل “ودّية” الى المملكة، خصمها الاقليمي، هكذا فعلت الضاحية تجاه “المستقبل”، خصمها الداخلي. فرأى قاسم أن “الرئيس سعد الحريري يتصرف بعقلانية، ولا مانع من الحوار الثنائي معه”، مشيرا الى ان “الاتفاق على بعض الملفات بين حزب الله والرئيس الحريري هو نقطة إيجابية، على أمل أن نتفق على ملف النازحين السوريين الذي يستوجب اتفاقاً داخلياً على التنسيق مع سوريا”، ومشددا على ضرورة “بقاء الحكومة وعدم المس بها حتى الانتخابات النيابية المقبلة”.

أما العامل الثاني الذي يجدر التوقف عنده على هذا الخط أيضا، فيتمثل في كون هذا “الانفتاح” على “بيت الوسط” يأتي في ظل تصعيد سعودي غير مسبوق تجاه حزب الله. ففي أقل من أسبوع، صوّب وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان عليه مرتين، فوصفه بـ”حزب “الشيطان”، معتبرا ان “الارهاب والتطرف في العالم منبعهما ايران وابنها البكر حزب الشيطان وكما تعامل العالم مع داعش لا بد من التعامل مع منابعه”، في حين استهدفه أيضا وزير الخارجية السعودية عادل الجبير اذ اشار الى ان “إيران تزعزع استقرار المنطقة من خلال حزب الله والهجمات الإرهابية”.

وأمام هذه الحملة الخليجية “السياسية” التي ستُسكتمل بحصار اقتصادي مع اقتراب صدور رزمة العقوبات الاميركية الجديدة لتجفيف منابع تمويل “حزب الله”، تشير المصادر الى ان “الحزب” يحاول “استرضاء” الحريري حتى أنه يسعى الى اعادة مستوى التواصل بينه وبين تيار المستقبل الى سابق عهده وتحديدا الى مرحلة “الحوار الثنائي”. أما هدف الحزب، فهو الحصول على “غطاء” عربي – سني، في هذا الظرف الدقيق، الحريري قادر، أكثر من أي طرف آخر، على أن يمدّه به، فيقيه ولو بالحد الادنى، من الرياح العاتية التي هبّت صوبه وستزداد قساوة في المرحلة المقبلة.

الا ان المصادر تلفت الى ان “المستقبل” يدرك تماما ما يصبو اليه “الحزب”، ولن يعطيه المشروعية التي يحاول انتزاعها، وما يحكم العلاقة بين الطرفين سيبقى “صون الاستقرار المحلي”، لا أكثر. أما تعزيز التنسيق بينهما عبر إحياء الحوار الثنائي على سبيل المثال، فمستبعد من حسابات “التيار الازرق” الآن، بحسب المصادر، خصوصا اذا أخذنا في الاعتبار الرسائل السعودية التي حملتها تغريدات السبهان والتي لم تكن موجهة ضد حزب الله فحسب، بل حثت اللبنانيين أيضا على حسم خياراتهم، في موقف حمل دعوة “ضمنية” الى معارضي “الحزب”، للوقوف في وجه ممارساته ومخططاته ومنع انزلاق لبنان نحو الحضن الايراني، تختم المصادر.