شنّت “غوغل” هجوماً مضاداً على المفوضية الأوروبية من خلال الطعن بقرار هذه الأخيرة تغريمها مبلغاً قياسياً في حزيران بسبب استغلال موقعها المهيمن على السوق، بحسب ما كشفت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي.
ومن شأن هذا الطعن أن يفاقم شد الحبال القائم منذ 7 سنوات بين المفوضية المكلفة السهر على شؤون المنافسة في أوروبا ومجموعة التكنولوجيا الأميركية العملاقة.
وأكدت “غوغل” أنّها تقدمت بهذا الطعن، لكنّها رفضت الإدلاء بأي تعليق آخر، في حين أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستدافع عن قرارها أمام القضاء، من دون مزيد من التوضيحات.
وفي نهاية حزيران، فرضت بروكسل غرامة بقيمة 2,42 مليار يورو على “غوغل” متمهة إياها باستغلال هيمنتها على مجال البحث على الانترنت لإعطاء الأفضلية لخدمتها “غوغل شوبينغ” التي تقوم بمقارنة الأسعار. وفي كل البلدان الأوروبية، يستحوذ محرك البحث التابع لـ”غوغل” على حصة في السوق تتخطى 90 %.
ومن المرتقب أن يستغرق النظر في هذا الطعن سنة ونصف السنة على أقل تقدير إذ إنّ القضية معقدة جداً، أو حتى سنتين. وبما أنّ هذا الطعن ليس له أثر إيقافي، يتوجب على “غوغل” تسديد الغرامة في الأحوال جميعها.
لكنّ في وسع الشركة تقديم ضمانة مصرفية للمفوضية وإيداع الأموال في حساب مجمد ريثما يصدر القرار. ويمكن لها أن تتقدم نظرياً بطعن أمام قاضي الأمور المستعجلة لطلب تعليق تسديد الغرامة.
والمبلغ الذي فرضته المفوضية الأوروبية على “غوغل” في 27 حزيران هو أعلى غرامة تصدر في قضية استغلال موقع مهيمن على السوق، علماً أنّ الغرامة القياسية السابقة قد اتخذت في حق العملاق المعلوماتي الأميركي “إنتل” بقيمة 1,06 مليار دولار سنة 2009.
وقدمت “غوغل” في نهاية آب اقتراحات لبروكسل تقضي بوضع حد لممارسات مخالفة لأصول المنافسة المشروعة، وفق ما طلب منها.
ولا تزال “غوغل” محط تحقيقين تجريهما المفوضية الأوروبية على خلفية سوء استعمال قوة السوق، أولهما يطال منصتها الإعلانية “آد سنس” والثاني نظام “أندرويد”.