تقرير “ايلاف”:
يستطيع الأب ان يغيّر جنس طفله، بحسب أستاذ في جامعة اوكسفورد بعد ان كشفت دراسة جديدة ان الرجل الذي ينتج حيوانات منوية ذات نوعية عالية ينجب صبياناً على الأرجح.
وتأتي الدراسة الجديدة بعد ان أشارت أبحاث سابقة الى ان للأم تأثيراً أقوى في تحديد جنس الطفل لأن معايشتها أعباء الحمل الثقيلة على جسدها تجعلها أكثر ميلا الى استثمار موارد أكبر من جسدها في تحديد جنس طفلها.
كما أظهرت أبحاث سابقة تأثر نوعية الحيوانات المنوية بمواد كيميائية موجودة في الصابون والبلاستيك ومستحضرات الوقاية من اشعة الشمس. وقال المحاضر في جامعة اوكسفورد ورئيس فريق الباحثين الذي اجرى الدراسة الجديدة الدكتور اوريليو مالو “ان الأب وكذلك الأم يستطيعان ان يغيرا جنس طفلهما”.
وبعد تحليل عينات من الفئران التي تعيش في الولايات المتحدة توصل الباحثون في جامعة اوكسفورد الى ان الحيوانات المنوية ذات النوعية العالية تنتج نويات أصغر تحوي المادة الوراثية. ومصدر النويات الأصغر هو الرجل الذي ينتج نسبة أعلى من الحيوانات المنوية ذات الكروموسوم Y ، المسؤول عن انجاب ذكور أكثر من الاناث.
وكشفت دراسة سابقة أجراها معهد لوفر للطب المهني في مدينة لودج البولندية ان نوعية الحيوانات المنوية تتأثر بمواد كيميائية تعطل عمل الهرمونات نجدها في الصابون ومستحضرات الوقاية من الشمس والبلاستيك.
ولهذا المواد الكيميائية علاقة مهمة بزيادة عدد الحيوانات المنوية شاذة الحجم والشكل التي رُبطت سابقاً بعدم الخصوبة.
وقال الدكتور مالو “ان الأم يمكن ان تؤثر في طفلها بعدد من الطرق، من الحمل الى الولادة، في حين ان الأب لا يتحكم إلا بالحيوانات المنوية، وهذا يمنح الأم نطاقاً أوسع لتغيير جنس طفلها”.
وأضاف ان الأعباء الجسدية أكبر على الأم وبالتالي فان “من مصلحتها من وجهة النظر النشوئية ان توظف مواردها بحكمة من حيث جنس طفلها وحجمه ونوعيته”.
ولاحظ مالو “ان في التنبؤ بنِسَب جنس الطفل مصلحة أكبر للبشر. وفي بعض الأنواع المدجنة مثل حيوانات المزارع والحيوانات المنزلية الأليفة تكون للقدرة على التلاعب بنسب الجنس دلالات اقتصادية. ففي الأنواع المهددة بالانقراض يمكن لانحراف نِسب الجنس عن الاتجاه الطبيعي ان يدفع النوع الى حافة الانقراض ولهذا السبب يمكن للبرمجة التناسلية ان تزاوج بين الذكور والاناث حسب الصفات الفردية التي تساعد على انجاب الجنس الأكثر ندرة”.
وقال الدكتور مالو “باختصار، نعرف الآن ان الأب وكذلك الأم يستطيعان تغيير جنس طفلهما وان القدرة على ذلك ربما نشأت خلال عملية الاصطفاء الطبيعي”.