كتب عيسى بو عيسى في صحيفة “الديار”:
ما الذي يحصل مع النازحين السوريين في لبنان؟
السؤال مبرر لجملة من العوامل الاساسية التي تتعلق بوجودهم في لبنان منذ العام 2011 وبمؤشرات حسية حصلت عليها «الديار» من نافذين بين النازحين وفق التالي:
اولاً: منذ حوالى ثلاثة اشهر اي في منتصف حزيران الماضي راجت انباء داخل أماكن وجود النازحين ومخيماتهم تفيد بأن عودتهم الى بلادهم اصبحت امراً قائماً لا رجوع عنه حسب هؤلاء النافذين وبناء عليه بدأ التململ يحيط بهم وخصوصاً ان هذا «القرار» لم تعرف اهدافه وامكانية تحقيقه عملياً على الارض ولكن هؤلاء يؤكدون ان الزمر جدي ولكن كيفية تطبيقه ما زالت طي الكتمان ولا توجد لديهم تفاصيل عملانية حول «السقطة» التي وقعت على رؤوسهم حسب تعبيرهم خصوصاً وان الجميع على ابواب فصل الشتاء والمدارس سوف تفتح ابوابها خلال اسبوعين وهذا امر محيِّر يجعل النازحين في حيرة من امرهم ازاء هذا القرار.
ثانياً: كما فوجئ هؤلاء النازحون خصوصاً في مناطق طرابلس والجنوب برسائل نصية علىه واتفهم الخليوية تم ارسالها من قبل برنامج الاغذية العالمي الذي يعلمهم ان آخر دفعة من المساعدات المقدمة اليهم سوف تكون في نهاية شهر تشرين الاول من العام الحالي 2017، وهذه الرسائل اذا ما اضيفت الى معلومات من اماكن سكن السوريين النازحين خصوصاً في طرابلس التي تفيد ان العودة صارت على الابواب يمكن رسم سيناريو حقيقي يتم من خلاله وضع خريطة العودة على السكة الصحيحة مع العلم، ان هذه المعلومات مجتمعة لم تكن ايجابية لهم وهم غير جاهزين بعد لمثل هذه العودة الى ديارهم.
ثالثاً: ان المبلغ المالي الذي يتم تقديمه من برنامج الامم المتحدة شهرياً لكل ولد في العائلة يتراوح بين 25 و30 دولاراً من خلال البطاقات الخاصة التي وزعتها الامم المتحدة منذ بداية النزوح الى لبنان، وأبدى هؤلاء النافذين من بين النازحين غضبهم خصوصاً لعامل التوقيت وصبّوا جام غضبهم على منظمات الامم المتحدة لاستقالتها من مهامها.
رابعاً: مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية لم ينف حصول هذا الامر، الا ان طبيعة تخفيض التمويل واهدافه يصب ف خانة تشجيع عودة النازحين الى بلادهم خصوصاً ان هناك مطلباً لبنانياً اصبح في الآونة الأخيرة جامعاً للامم المتحدة كي تساعد الاخيرة لبنان بالشروع وفق قواعد محددة الى عودة النازحين الى بلادهم.
خامساً: الدلالة الكبرى على صحة هذا الموضوع ما كشف عن محاولة عدد كبير من النازحين التوسط لدى نافذين في السلطات المحلية اللبنانية وبعض رجال الاعمال الذين يعمل لديهم هؤلاء وذلك بحضهم على مساعدتهم لدى السلطات اللبنانية لتأخير العودة، وحين سئل أحد النازحين عن هذا الامر قال: نعم، احاول التفتيش في لبنان عمن يحاول مساعدتي للبقاء في لبنان وكثيرون يفعلون مثلي، الا ان جميع الذين طلبت منهم هذه المساعدة كان جوابهم: اذا كان القرار كبيراً بالعودة الى بلادكم فنحن لا نستطيع شيئاً والافضل ان تتعاونوا مع السلطات اللبنانية ومنظمات الامم المتحدة كي لا تتم ملاحقتكم فيما بعد، وهذا احدث بلبلة في صفوف النازحين ومنهم ذهب الى ابراز بطاقة دخول الى لبنان قديمة العهد مع وكالة بيع شقة للايحاء انه ليس من بين النازحين وسأل: هل هذه الاوراق تشفع بي للبقاء!!
سادساً: هل ما يجري في هذا السياق ومن خلال هذه المعلومات المؤكدة ان القرار قد اتخذ بعودة النازحين الى بلادهم في سوريا؟
أوساط سياسية ترد بالقول ان ما يجري عملانياً على الارض السورية وديبلوماسيا في الاستانة واجماع دولي بالبدء بعملية السلام في سوريا يعطي انطباعاً جدياً وفق المعلومات المتقاطعة ان يكون رأس جبل الجليد لعودة النازحين قد بدأ بالظهور وهذا أمر طبيعي نظراً لأمرين: التأثير السوريعلى الساحة اللبنانية اقتصادياً ومعيشياً وامنياً، جدية الدولة اللبنانية والسورية بالواسطة او مباشرة بالخلاص من هذه الأزمة.