أعلن المهندس نعمت افرام أمام إعلاميي كسروان وجبيل، ترشحه عن أحد المقاعد المارونية لانتخابات 2018″، مطلقا “ثورة القيم الانتاجية والإنماء لمعركته المقبلة”، داعيا كل من يعتبر نفسه معنيا الى “المساهمة في ولادة لبنان الجدي، هذا الوطن الذي يحتاج الى خبرات جميع ابنائه كي يستحق لقب وطن التعايش”.
وقال: “لقاؤنا اليوم هو لقاء محبة، فكيف يمكن أن أعلن ترشيحي عن دائرتي كسروان – الفتوح وجبيل، قبل أن أطل على أهل الإعلام المؤمنين على الحقيقة، خصوصا في ظل السيل من الأخبار والأخبار المضادة. وبهذا الإعلان، أشق طريقي إلى الشأن العام، وهو شرف كبير لي أن أترك الشأن الخاص، حيث أمضيت نصف عمري، ولا يسعني في آخر الجردة، إلا أن أشكر الله على كل المراحل التي مررت بها: على النجاح والفشل اللذين أكسبانني خبرة. وفي المحصلة، أنا سعيد بالخمسين الأوائل، وعلى كل إنسان أن يشكر ربه على الوزنات ويجري جردة عما استلم وما سيسلم”.
ووصف إفرام الشأن العام بـ”الرسالة الحقيقية”، لافتا إلى أن “الانتقال إليه كمن يدخل الكهنوت، مؤكدا أن “الشأن الخاص كان أمانة كبيرة جدا في حياته، ركيزتها العائلة ومؤسسة اندفكو، وكل ما تتطلبه من جهد وعمل دؤوب حالت دون ترشيحه في دورتي 2005-2009”.
وقال: “إني اليوم أمام معادلة جديدة، إذا خسرت نفسي أكون خسرت الكثير، فلبنان الجميل، النظيف والمنتج يزول أمام أعيننا ولا من يتحرك. إن وطننا أصبح علامة للفشل بامتياز، فلا أحد يقبل بذلك، ومن يستطيع أن يشرح معادلة اللبناني يعني النجاح. أما لبنان فيعني الفشل؟ لماذا نغرق على الشاطئ في وقت نستطيع فيه أن نستحدث شبكة طرقات وصرف صحي وكهرباء. هذه هي صرختي، ولكن لن أصرخ وأبقى جانبا، فهذا وعد بعدم التخلي عن واجبي ولا عن مسؤولياتي”.
وأضاف: “المسؤولية كبيرة، والخطوات الأولى تكون بتحديد مفهوم الربح أو النصر الذي يستند الى مشروعي “لبنان الأفضل”: لبنان بلد الانتاجية وبلد القرارات السريعة، وفي الوقت المناسب، بلد الحماية الاجتماعية بكل معنى الكلمة. إن العلاقة بين الوطن والمواطن عضوية، فهذا هو العقد الاجتماعي: البنى التحتية أساسية في تطوير حياة الانسان – اختصار المسافات، وساعات انتاج أكثر وتوفير. وكل ذلك، يجب ألا يكون ممولا من الخارج، وانما من الاقتصاد ومن دورة النمو الاقتصادي. الرصاصة على الجبهة اذا كان ثمنها مدفوعا من الخارج لا تكون حرة، حتى الشحاذ ليس حرأ. من هنا، على اقتصادنا أن يدفع ثمن حياتنا”.
وشدد على “ضرورة أن يكون القطاع العام من أكثر القطاعات الفاعلة، إذ لا يجوز أن يكون مولد الحي أكثر فعالية من شركة الكهرباء”، وقال: نأمل أن نصل إلى يوم يصبح فيه ختم الوزارات اللبنانية شبيها بال ISO من حيث المصداقية”.
وأشار إلى أن “لبنان اليوم يحتاج إلى أصحاب خبرات، فالمربعات الإنتاجية أضحت جزرا صغيرة تضيق لمصلحة العقم”، وقال: “إن المساحة الخضراء قبل الحرب كانت تشكل 30 في المئة من مساحة لبنان. واليوم، أصبحت بنسبة 7 في المئة، وهذا يعني أننا نحول الجنة الى صحراء، في حين أن دولا كثيرة حولنا حولت الصحراء الى جنة. كما أن مياهنا الجوفية هي أفضل نعمة في المنطقة المحيطة بأكملها، فلوثناها للأجيال المقبلة”.
وأضاف: “إن اقتصادنا متدهور، البنى التحتية معدومة، وديننا يزداد إلى حد بتنا نستدين من أولادنا كي نعيش، لكن أولادنا أذكى منا تركوا لنا الجنسية والكمبيالات وهاجروا”.
وتابع افرام: “إن كسروان قضاء جامعي بكل معنى الكلمة، لكن شبكة طرقه القديمة تحصد كل شهر أكثر من ضحية، ومياهنا الجوفية ملوثة، فأفضل نقطة تزلج موجودة في كفرذبيان ولا يمكننا الوصول من أزمة السير. كدنا نصل الى حل لمعضلة أوتوستراد جونيه في عام 2004 عندما توافر المبلغ في صندوق الانماء والاعمار، لكن بلدية جونيه سنة 2004 تقدمت بدعوى ضد المجلس المذكور، فأعيدت الأموال. واليوم، للأسف تأخر 13 سنة”.
وسأل: “كيف يعقل أن يموت مريض على الطريق لأن المسافة طويلة، ولا يمكن الوصول بسرعة للمعالجة، فإذا لم نتمكن من بناء مستشفيات في الأعالي والوسط والفتوح، علينا تجهيز سيارات اسعاف متنقلة”.
وإذ تمنى “أن يصل صوته جيدا وأن يعتبر كل شخص نفسه معنيا، لا بل قطعة من المشروع المتكامل لأن لبنان يحتاج الى استقطاب أكبر عدد الى غرفة العمليات”، وقال: “كل مشروع قانوني يطرح، علينا أن نكون أكثر من 2000 شخص أمام مجلس النواب للمطالبة بالموافقة عليه، فهل أجرى أحدهم عملية حسابية بسيطة عن الفرق بين الجباية من كسروان – جبيل والمردود من الدولة؟”.
وأضاف: “إن حدود السياسي تقف عند أولويات الانسان، والانسان اليوم في خطر، فالعائلات تتفكك والقيم تتغير، حتى بلغ لبنان أعلى مرتبة في الفساد، فيما جيلنا اليوم يعاصر آخر جيل دخل القطاع العام في عهد الرئيس فؤاد شهاب”.
ودعا الاعلاميين الى “المشاركة الفعالة في حمل ثورة القيم: من النزاهة، فالعدالة الى العائلة التي حمتنا في سنوات الحرب”، وقال: “المسيح للأديان كافة. ولذا، لا يمكننا أن نكون مسيحيين ونبني وطن التعايش، الا اذا ابتعدنا عن التزمت والتقوقع. ومن هنا، يأتي شعار “معا أفضل”، وهو مطلب حق، لكن علينا ترجمته باسم الشراكة لتحقيق الانتاجية”.
وختم: “أعد بتحقيق لبنان الانتاجية بكل قوتي، فحياتي الرسولية بدأت اليوم، حياتي الخاصة سعيدة، وكل ما أفتقده هو وطن أفتخر به، فمن ليس لديه وطن كمن لا أب له ولا أم”.