كتبت كلادس صعب في صحيفة “الديار”:
يعتبر تطبيق «التلغرام» الوسيلة الفضلى للتنظيمات الارهابية كونها الاكثر اماناً في عملية التواصل بين المجموعات والخلايا النائمة بحيث يسهل عملية تلقي التعليمات وارسال الخطط التي تتناول العمليات الارهابية من انتحارية الى السيارات المفخخة وهذا التطبيق كان الوسيلة التي ارسل عبرها الموقوف عبد السلام محمود العزو مخططه الارهابي الذي دونه على ورقة مقتطعة من مفكرة مدون في اسفلها كلمة «Stay» والتي ارسلها الى ابو خالد العراقي وجاء في تفاصيلها ما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم ـ الهدف الاول وهو الضاحية الجنوبية معقل حزب الشيطان والعمل على الشكل التالي سيارة اسعاف تكون مجهزة بعدة طبية وطاقم طبي وتكون مفخخة بحوالى 1500 كلغ من المتفجرات والسيارة يؤمن لها الطريق للوصول الى الهدف باذن الله وينزل من السيارة اخين وينفذ العملية بتفجير انفسهم باحزمة ناسفة وتكون السيارة عندها بعيدة عن الهدف قليلا وبعد التنفيذ من قبل الاخوة تأتي سيارة الاسعاف ويتم التنفيذ والعمل ناجح باذن الله اما بالنسبة للهدف الثاني كازينو لبنان وهو معروف من الجميع وموجود في منطقة جونية على الساحل اللبناني عادة ما تكون فيه حفلات وهو يتكون من خمس طوابق تقريباً يذهب اليه اخ بحجة السهر ويكون مجهز بحزام ناسف ويوجد صالة افراح في المكان فيها فجور وفسوق والعياذ بالله ويتم التنفيذ داخل الصالة واذا اراد ادخال السلاح ينفذ باطلاق النار ثم بالحزام والهدف صليبيين والعمل ناجح باذن الله والله من وراء القصد» انتهت الرسالة.
قد قامت الاجهزة الامنية بتوقيف الاشخاص الذين ذكرهم عبد السلام في اعترافاته لكن اللافت انه اثناء خضوع المتهمين للتحقيق حصلت في يوم 27-6-2016 تفجيرات انتحارية عند الساعة الثانية والنصف فجراً وطاولت بلدة القاع الحدودية حيث اقدم 4 انتحاريين على تفجير انفسهم باحزمة ناسفة سقط بنتيجتها 5 شهداء و16 جريحا وحضرت دورية من مخابرات الجيش وبعدما تجمهر الناس حصل التفجير الثاني وتلاه الثالث والرابع وفي مساء اليوم نفسه استهدف 4 انتحاريين البلدة من جديد واثناء التحقيق عثر على رؤوس الانتحاريين وبتحليل كاميرات المراقبة تم التعرف على صور المنفذين وكون عبد السلام العزو قد ذكر في وقت سابق ان الشيخ احمد يوسف امون قد انتقل الى القاع للعمل كمزارع تمهيداً لتجنيد انتحاريين بعد ان قام بتغييرات طالت شكله الخارجي فقد تم عرض صور الانتحاريين على العزو حيث تعرف على بعضهم ومنهم شخص سوري من بلدة قارة تابع لفصيل بكر في تنظيم «داعش» وهذا الفصيل يتمركز في جرود القاع والثاني السوري ابو حمزة القطيفي وهو من الفصيل نفسه والثالث ابو مهند فليطة ايضاً في حين لم يتعرف على هوية الرابع وكان السوري الملقب بالخطاب هو قائد الفصيل لكنه لم يتمكن من التعرف على الانتحاريين الـ4 الاخرين وبذلك تكون قد انتهت حلقة من حلقات المسلسل الارهابي الذي مارسه تنظيم «داعش» على الاراضي اللبنانية وستتكشف في الايام المقبلة العديد من التخطيطات التي نفذ البعض منها والاخرى التي كانت في طور الاعداد على امل ان تبقى عيون المؤسسات الامنية اللبنانية ساهرة كما كانت وهي التي استطاعت اماطة اللثام عن العديد من الاهداف اسهمت من خلالها تجنيب الشعب اللبناني الكثير من المآسي وان كان البعض من المواطنين قد دفعوا اثماناً باهظة.