أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان استطاع تجنب السقوط والانفجار وتمكن من القضاء على الخلايا الارهابية تدريجياً وأخيرا حقق انتصاراً كبيراً على التنظيمات الارهابية من داعش والنصرة وانهى وجودها.
عون، وخلال كلمة أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك قال: “لا احد يعرف اين ستصل حدود الارهاب واين ستنتهي”، مجددا تضامنه مع عائلات ضحايا جرائم الارهاب في العالم اجمع.
وأشار عون الى ان الاعباء التي يحملها لبنان تفوق قدراتها وقد استقبل اعداداً كبيرة من اللاجئين جراء الحرب في سوريا، لافتا الى ان موجات النزوح واللجوء زادت نسبة 50% من سكان لبنان ما زاد من الضيقة الاقتصادية، وقال: “من هنا الحاجة اصبحت ملحة لتنظيم عودة النازحين الى بلدهم ونحن نقول بالعودة الامنة لهم”.
ورأى ان ثمة فرق بين العودة الطوعية والعودة الامنة للاجئين، وان اللجوء الجماعي الذي حصل الى لبنان تم هرباً من اخطار الحرب وهو ما نسميه نزوحاً وليس لجوءاً وعلى شكل اجتياح سكاني.
وأكد الرئيس عون ان هناك نحو 85% من الاراضي السورية قد اصبحت في عهدة الدولة والنازحين يعيشون في بيئية صحية غير سليمة على رغم المساعدات الدولية والمحلية، معتبرا ان من الافضل لهم ان تقوم الامم المتحدة بمساعدتهم على العودة الى وطنهم بدلاً من بقائهم في مخيمات لا تتوفر فيها مقومات العيش.
وقال: “لبنان يتحمل اعباء اللجوء الفلسطيني والمجتمع الدولي يعجز عن ردع اسرائيل عن بناء المستوطنات والشعب الفلسطيني سُلب ارضه”، مشيرا الى ان اسرائيل خلال الفترة الاخيرة تقوم بقصف الاراضي السورية من الاراضي اللبنانية وتقوم بزرع اجهزة تجسس في الاراضي اللبنانية وهذه الانتهاكات ليست بجديدة.
وإعتبر عون ان لا سلام من دون حقوق ولا عدالة الا باحترام الحقوق وجريمة تهجير الفلسطينيين من ارضهم لا يمكن ان تصحح بتوطينهم في لبنان وهو ما لن نسمح به والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا.
وأضاف: “منطقتنا صارت اسيرة الفقر والحاجة وتتحول الى بؤرة الى التطرف من هنا يجب تحسين الحياة الاجتماعية لسكانها وتحقيق التنمية”، داعيا الى التفكير جدياً باقامة سوق اقتصادية مشتركة”.
وأكد الرئيس عون ان تعطيل دور مؤسسة الأونروا يهدف الى نزع صفة اللاجئ تمهيداً للتوطين وهو ما لن يسمح به لبنان لا للاجئ أو لنازح مهما كان الثمن.
من جهة اخرى، لفت عون الى ان لبنان المتنوع حضارياً وثقافياً ودينياً وعرف الحرب وتداعياتها يستطيع ان يكون واحة لان يلتقي فيها العالم، قائلا: “الحرب الثالثة اتخذت شكلاً جديداً فلم تعد حرباً بين الامم بل حرباً داخلية مدمرة واللجوء الى تقسيم الدول عرقياً او اثنياً ليس هو الحل والحل يكون بتغيير فكري وثقافي من هنا تكمن الحاجة الى مؤسسة تبني السلام والعيش المشترك وحق الاختلاف لمواجهة الارهاب ودور لبنان لا بل رسالته هو في الحرب على ايديولوجية الارهاب والجهد الاساس الذي يجب ان تقوم به الامم المتحدة هو محاربة الارهاب فكرياً”.
وطرح ترشيح لبنان ليكون مركزاً دائماً للحوار والحضارات والاديان تابعاً للامم المتحدة.