ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المحلية بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال إلقائه كلمة أميركا في الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بعدما تطرّق الى مسألة اللاجئين لا بل ان عددا من السياسيين انبروا للرد فوراً… اذ انه كثرت التفسيرات لكلام ترامب بعد ان تمت ترجمته على انه يدعو الى توطين اللاجئين في الدول المضيفة لهم أو الأقرب لهم وبالتالي الدفع نحو توطين اللاجئين في لبنان. لكن حرفياً ماذا قال ترامب؟ ” We commit to addressing the distinct needs of refugees and migrants, in particular close to their region of origin and, when applicable, to enable them to return home safely”، وهذا يعني بالعربية: “نلتزم بمعالجة إحتياجات اللاجئين والمهاجرين، ولا سيما بالقرب من مناطقهم الأصلية، وعند الاقتضاء، لتمكينهم من العودة إلى ديارهم بأمان”.
هذه الشعوبية في نشر الأخطاء وقع ضحيتها المواطن اللبناني، والترجمة الخاطئة للتصريح أثارت بلبلة كبيرة وأدت الى خلق جو سلبي وردود فعل على طرح ترامب، إلا ان كل ما في المسألة هو حصول لغط كبير في الترجمة أوصلتنا الى هذه النتيجة.
فما الذي قصده ترامب في تصريحه؟ وهل فعلا كان يقصد توطين اللاجئين في البلاد المضيفة؟ وماذا عن تسرع البعض بالردود على ترجمة خاطئة؟
وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي يردّ عبر IMlebanon على كل هذا اللغط الحاصل بالقول: “أنت في لبنان! فإذا كان الكلام الذي نصرح به باللغة العربية يتم تحويره وصياغته بطريقة خاطئة ماذا لو كان التصريح بلغة أخرى؟”.
المرعبي يشرح ان “ترامب قال تحديدا أن أميركا متعاطفة مع اللاجئين الذين تعذبوا وعانوا جراء الحروب في بلادهم، وهو مع عودتهم إلى بلادهم من أجل إعادة الإعمار، وقال أيضا انه يفضل بدل دفع المال من أجل مساعدة لاجئ واحد في أميركا ففي هذا المبلغ قادر على مساعدة 10 لاجئين في بلادهم”.
ويوضح أن “الرئيس الأميركي قال كلمة Home Region ويقصد بهذه الكلمة Home Country أي الوطن الأم، والهدف من هذا الكلام هو العودة الى سوريا وليس توطينهم في البلاد المضيفة، ولو كان يقصد إبقاء اللاجئين في البلاد المضيفة كان قال كلمة Host Country، كما وأن ترامب ربط حديثه بإعلان الدول العشرين (G20 Declaration) عن مسألة اللاجئين، وإذا عدنا الى هذا الإعلان فهو ينص على حق عودة اللاجئين الى أرضهم وحق الدول المضيفة بوضع المعايير والقوانين التي تناسبها حفاظا على أمنها، ويؤكد ترامب أن توجهه ليس لتوطين اللاجئين وإنما تأمين عودة آمنة لهم الى دولهم”.
باسيل و”حزب الله” وطواحين الهواء
ويشدد المرعبي على أن “وزير الخارجية جبران باسيل وجماعته يريدون تصوير بطولات وهمية وكأنهم يصارعون طواحين الهواء، فـ”التيار الوطني الحرّ” و”حزب الله” دائما يريدان خوض معارك وهميّة، واليوم بسبب ترجمة بسيطة وواضحة أدخلوا البلاد بمعمعة وفوضى كبيرة، وهنا يصح القول، “إنتو ما تفكروا نحنا منفكر عنكن، وإنتو ما تقروا نحنا منقرا عنكن، وإنتو ما ترجموا نحنا منترجم عنكم”، وحقيقة كان الأجدى بجبران باسيل و”حزب الله” أن يكتبا خطاب ترامب ويصيغاه لكي يكون واضحا عليهما ويفهماه جيدا”.
ويلفت المرعبي الى أن “السياسية الأميركية ليست مع التوطين في أميركا وترامب وفريقه ليسوا مع بقاء اللاجئين ولا تسهيل وجودهم، وليس عندهم اي سياسة مفتوحة لإستقبال اللاجئين، فإذا دولة كبيرة كأميركا لا تقبل توطين أو قبول دخول مئات أو آلاف اللاجئين، فكل الدول الكبرى والعظمى أكان أميركا أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي يمكنها المزايدة على لبنان في هذا الملف خصوصا اننا نستضيف ملايين اللاجئين، والرئيس سعد الحريري كان واضحا في هذا الموضوع وقال ان الدستور ومقدمته واضحة بمسألة رفض التوطين”.
ضد التوطين
وعما إذا كان هو مع توطين اللاجئين يرد المرعبي: “حفاظا على عروبة سوريا وفلسطين وعدم السماح بتهجير المواطنين وتغيير هوية هذين البلدين وإقتلاع هؤلاء المظلومين من جذورهم فأنا ضد التوطين والتجنيس في لبنان، وهذا الكلام هو يحارب كل من يريد مصارعة الظل ويسجل إنتصارات وهميّة وتخيلات لا أساس لها من الصحة، ونتمنى على السفارة الأميركية ان ترسل توضيحا لكلمة الرئيس ترامب عسى ان يفهم من لا يفهم”.
وعما إذا كان هناك تعاون بين وزارة شؤون النازحين والوزارات الأخرى التي تعنى في ملف النازحين، يشرح المعربي: “ليس هناك جدية ورغبة بالعمل بالنسبة للوزارات التي تعنى بالنازحين والتعاون غائب كليا من قبل وزارتي الخارجية والشؤون الإجتماعية وبعض الوزارات الأخرى على الرغم من كل المحاولات التي قمنا بها، والاهتمام بهذا الملف يحصل على صعيد وسائل الإعلام”.
ويكشف المرعبي أن “وزارة الداخلية تتواصل مع الامن العام ومعنا وتقوم بتسجيل الولادات الحديثة للسوريين كي لا نواجه مشكلة في المستقبل تتعلق بمكتومي القيد، كما وأن هناك اهتماما بتسجيل الإقامات وهذا الامر مهم جدا ويتم التعامل معه بشكل جدي جدا، ولكن هناك ما يعرف بالـPolicy Paper لم نحصل عليها نتيجة العرقلات وعدم الجدية في التعاطي من قبل أحد الأفرقاء”.