أفاد تقرير جديد صادر عن مؤسسة بحثية مقرها واشنطن بأن أعطالا كثيرة في أجهزة متطورة لتخصيب اليورانيوم ساعدت دون قصد في التزام إيران بقيود الاتفاق النووي، مضيفا أن سياسة واشنطن المتشددة ساهمت في دفع طهران صوب مزيد من الالتزام.
ووفقا لتقرير معهد العلوم والأمن الدولي المقرر صدوره الجمعة، فإن التحسن في التزام طهران هذا العام كان إلى حد ما “غير مقصود أو بمحض الصدفة”، ذلك أن أجهزة متطورة لتخصيب اليورانيوم تعرف بأجهزة الطرد المركزي تعطلت خلال الاختبارات وبوتيرة تفوق المتوقع.
وأوضح التقرير أنه بحلول آب كانت إيران قد اختبرت ثمانية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-8 ) على الرغم من أن الاتفاق لا يسمح لها بأكثر من تجربة واحدة، مضيفا أن إيران قامت أيضا بتشغيل ما بين 13و 15 من أجهزة (آي.آر-6) متصلة ببعضها البعض رغم أن الاتفاق لا يسمح إلا بعشرة أجهزة.
لكن التقرير أشار إلى أن جميع أجهزة (آي.آر-8) باستثناء واحد وغالبية أجهزة (آي.آر-6) تعطلت بسبب فشل صناعي تمثّل بخلل في مكونات ألياف الكربون.
سياسة ترامب المتشددة
وقال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش نووي سابق لدى الأمم المتحدة ومعد التقرير الجديد، إن التزام طهران يرجع أيضا إلى انتهاج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتجاها أكثر صرامة حيال محاولات إيران “لانتهاك القيود النووية واستغلال الثغرات”.
ويأتي التقرير بينما يدرس ترامب ما إذا كان سيقر أمام الكونغرس بأن إيران تلتزم بالاتفاق المبرم عام 2015، وأمامه مهلة تنتهي في 16 أكتوبر لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
وقال مصدران، بينهما مسؤول أميركي كبير، الأربعاء إن البيت الأبيض لا يرغب في القضاء على الاتفاق.
وأضاف المصدران، اللذين تجنبا ذكر اسميهما، أنه بدلا من ذلك فإن البيت الأبيض يريد أن يتوقف أعضاء الكونغرس عن اتخاذ إجراءات في الوقت الذي يناقش فيه مع حلفاء أوروبيين جعل القيود على برنامج إيران دائمة وإصلاح ما يعتبرها المسؤولون الأميركيون عيوبا أخرى.
خروق إيرانية متوقعة
وخلص تقرير المؤسسة البحثية إلى أنه “من الممكن توقع أن تواصل إيران دفع قيود الاتفاق وارتكاب الانتهاكات والسعي إلى تأويلات لا أساس لها. على المرء توقع صراعات كثيرة لإبقاء إيران داخل إطار القيود النووية طوال فترة الاتفاق”.
وكان المعهد قال في تقرير صدر في تشرين الاول 2016 إن إيران تجاوزت بعض قيود الاتفاق مثل الحد الخاص بمخزونها من الماء الثقيل الذي يستخدم في المفاعلات النووية، لكنها إما تداركت بعض المخالفات أو نالت إعفاءات، عندما كان الرئيس باراك أوباما في المنصب، قبل أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في يناير 2016.
وأدرج المعهد في تقريره الجديد مشكلات أخرى تتعلق بالتزام إيران بالاتفاق النووي، من بينها تغييرات في تصميم مفاعل للماء الثقيل يمكنه إنتاج البلوتونيوم وهو وقود آخر للأسلحة.