أثار كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توطين اللاجئين السوريين في الدول التي نزحوا إليها القريبة من بلدهم، عاصفة من الغضب الشديد ومن ردود الفعل الرافضة، خصوصاً من لبنان الذي يتواجد فيه نحو مليون ونصف المليون نازح سوري، أي ما يوازي نحو ثلث سكانه، بالإضافة إلى نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني وعشرات الآلاف من النازحين العراقيين.
وجاء حديث ترامب الأخير ليزيد مخاوف اللبنانيين ويجعلهم قلقين على مستقبل بلدهم في ظل التغيير الديموغرافي التي تشهده المنطقة.
واعتبر النائب خالد ضاهر في تصريح لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن “كلام الرئيس ترامب مرفوض جملةً وتفصيلاً، فهو مدان وغير مقبول، وكان الأولى به باعتبار أميركا بلد الحريات والمحافظة على الديمقراطية، أن تقف موقفاً صلباً في دعم الثورة السورية، بدل الوقوف مع ديكتاتور، دمر سورية وشرد أهلها وقتل مئات الآلاف ودفع بأكثر من نصف بلده إلى النزوح، فشتتهم في كل أقطار العالم”.
وقال إن دعوة ترامب غير إنسانية وغير ديموقراطية، متسائلاً، “كيف توافق الإدارة الأميركية على اقتلاع شعب بكامله من أرضه؟”.
وأشار إلى أن ما يجري يخدم المشروع الإسرائيلي، الهدف منه حماية إسرائيل والحفاظ على أمنها، فهم يريدون المشاكل بين الدول العربية، ليتسنى لهم نهب خيراتها وإفقارها وتهجير 15 مليون سوري، رابطاً كلام ترامب بمشروع كيسنجر الخطير الذي أعده مطلع السبعينات لـ”قبرصة” المنطقة، خدمة لأميركا وإسرائيل والهيمنة على مقدرات البلاد العربية وإدخالها في حروب وفتن مع بعضها والتدخل في شؤونها الداخلية، واصفاً هذا الطرح بغير المقبول وغير المنصف.
وقال “إن هذه الدولة الكبرى لا تسعى لإحلال الديمقراطية في العالم، بل لتخريب العالم وبيع السلاح”.