كتبت كلادس صعب في صحيفة “الديار”:
يوما بعد يوم تكشف قاعة المحكمة العسكرية في قاعاتها الكثير من الاسرار التي احاطت احداث عرسال في 2-8-2014 والتي ظلت ارتداداتها السلبية تتوالى بعد عملية خطف العسكريين اللبنانيين من قوى امن داخلي وجيش لبنان والتي تخللها حدث يتيم تجلى في اطلاق العناصر التي كانت محتجزة لدى «جبهة النصرة» ولكن بعد استشهاد اثنين الا ان الحدث الاخر ابى الا ان يكون اليماً حيث تلقى لبنان والمؤسسة العسكرية واهالي العسكريين نبأ استشهاد فلذات اكبادهم.
البارحة تكشفت الكثير من التفاصيل المتعلقة باحداث عرسال وخطف العسكريين ولن تكون يتيمة فالملفات ترد الى المحكمة العسكرية الدائمة بالمئات وهي تضم اعداداً كبيرة من المتهمين وبالطبع هناك ملف اساسي يتعلق باحداث عرسال وهو الاكبر وتم الادعاء فيه على 106 متهمين بينهم 77 موقوفاً و29 غيابياً في حين منع المحاكمة عن 14 منهم مع الاشارة الى ان عدد المدعى عليهم في الاساس بلغ 152 شخصاً بينهم 27 مجهولي الهوية وان ثلثي المتهمين يحملون الجنسية السورية ومتهم فلسطيني ولكن الملفات المتفرعة عنه كثيرة لان الاجهزة الامنية كانت في كل مرة تقوم بعمليات امنية تؤدي الى احتجاز المزيد من الاشخاص الذين شاركوا في تلك الاحداث.
عادل عبد الاله الجاعور طارق محمد الجاعور اسامة طارق توفيق الزهوري مثلوا امام قوس المحكمة العسكرية الدائمة بحضور وكلاء الدفاع عنهم المحامين ديالا شحاده عن الاول وجورج زخزور عن الثاني (تكليف نقابة) وجوسلين الراعي عن الثالث في حين يحاكم كل من سعد توفيق الزهوري باسل فايز /فوزي الحسيكي (ابو حمزة) ومهند توفيق الزهوري بالصورة الغيابية وجميعهم يحملون الجنسية السورية تهمتهم الاساسية المشاركة في معارك عرسال التي نتج عنها استشهاد عدد من العسكريين وجرح اخرين كما اسند اليهم المشاركة في احراق المراكز الامنية والثكنات العسكرية واغتنام الاسلحة .
وبالعودة الى وقائع الجلسة التي نفى المتهمون اجزاء عديدة من محتويات التحقيقات الاولية وقد بدأ رئيس المحكمة العسكرية باستجواب المتهم الاول عادل الجاعور الذي اكد دخوله الى عرسال في ال2014 وان لقبه «ابو جندل» لكنه يحمله من ايام الدراسة وانه شارك في الاحداث السورية بداية ضمن لواء القصير التابعة للجيش الحر ويرأسه المدعو محي الدين لكنه لم يعلم ان كان بايع «داعش» بل اقر بمقتله في عرسال من قبل مجهولين.
وخلال سرد العميد لما ورد في افادة عادل لناحية انتقاله الى عرسال وذلك بعد سقوط القصير فان المسار الذي سلكه كان يبرود في البداية حيث شارك في عدة عمليات عسكرية الى جانب النصرة التي كان يرأسها «ابو مالك التلة» لكن عادل اكد انهم اجبروا على التعاون معهم بعد ان تم تخييرهم اما الالتحاق بهم او الذهاب الى منطقة سيطرة النظام وكان «ابو عرب» قائدهم آنذاك وانتقل بعدها الى فليطا ومنها الى مرطبيا وشارك في معركة قارة وهو التحق مع المجموعة بلواء صقور فتح التابع للنصرة الذي كان يقوده ابو عبدو غنوم لكنه شارك فقط في الحراسة .
وبسؤاله عن الاسلحة و«الغنائم» التي وصلت الى المقر اكد عادل انه لم يعلم انها للجيش اللبناني وهو قام مع آخرين بتنظيفها ومعظمها من نوع كلاشن وهو رفض المشاركة في المعركة بعد سؤال العميد له عن دوره رغم ان العميد واجهه بالسؤال ان كان باستطاعته الرفض .
لم ينف عادل نقل الاسلحة ولكن ضمن عرسال كونه يتاجر وذلك بعدما سأله العميد عما ورد في افادته عن التكليف الذي حصل عليه من النصرة وطارق محمد الجاعور بهدف العمل اللوجستي حيث كانت على تواصل مع عمر حسين السمر ويامن حسين السمر وقد نفى في ختام الاستجواب ما ورد على لسانه عن رؤيته لاسامة توفيق الزهوري في بداية احداث عرسال وهو يتنقل في الية عسكرية تقل مسلحين.
اما طارق فقد كان ضمن الكتيبة 77 التابعة للحر بقيادة باسل ادريس وفي آذار 2013 التحق بكتيبة «ابو عرب» الذي بايعت مجموعته النصرة لكن المتهم اكد القتال الى جانب الجبهة بسبب حاجتهم الى العناصر لكنهم لم يبايعوا ونفى ما ورد على لسانه في التحقيقات عن مشاركته مع عدنان الفرح – ابو القنابل – اسامة الصليبي وعادل الجاعور في معركة ضد الجيش السوري و«حزب الله» والتي قتل فيها 5 عناصر من الجيش النظامي.
وهنا لفت العميد الى ان التحقيقات تضم افادة مهمة تتعلق باول ايام المعارك حيث ورد على لسان المتهم انه على اثر توقيف عماد جمعة تمكن غنوم من الفرار واتصل بنايف احمد جمعة وابو طلال وابو مالك التلة حيث عقد اجتماع في منطقة الملاهي ضم ايضاً ابو جعفر عامر (قائد لواء الحق) ابراهيم مطاوع وانتقل بعدها المجتمعون الى جامع «ابو طاقية» واعطي الجيش اللبناني مهلة ساعتين لاطلاق سراح جمعة والا ستتم مهاجمة مراكز الجيش لكن عادل اكد انه كان في المقر لكن التفاصيل التي وردت وفق ما اكد رئيس المحكمة تشير الى انه كان على علم بما حدث وهنا لفت المتهم الى ان هذه المعلومات اخبره اياها احمد عبد الكريم ادريس .
اما بالنسبة لتلقيه امراً من «ابو عرب» للحضور مع المجموعة بغياب عادل الجاعور حيث اقتحموا مبنى فصيلة عرسال التابعة لقوى الامن الداخلي وانضم الى مجموعتهم احمد شروف ابو النار- شحاده ومجموعة من داعش وبينهم محمد عيوش واقتحموا المكان دون ان تحصل مقاومة وتم اسر 10 عناصر اصطحبوهم الى جامع ابو طاقية حيث استلموا هناك اسلحة وذخائر وهاجموا بعدها ثكنة الجيش في راس السرج لكنهم فشلوا نتيجة مقاومة العناصر هناك فانسحبوا الى الجرود .
اما المتهم الثالث فقد وقف ويده اليمنى شبه متصلبة حيث سأله رئيس المحكمة عن اصابته فاكد انه تعرض لحادث سير وهو نفى مبايعته للنصرة بشخص «ابو السوس» انما شقيقه يعمل لدى المذكور لافتاً الى انه دخل الى لبنان لمعالجة والده من اصابة في 25-10-2011 وبقي معه .
لكن ما ورد في التحقيقات الاولية والتي تلا العميد عبد الله ابرز ما جاء فيها لناحية الاتصال الذي تلقاه المتهم من شقيقه طالبا منه الصعود الى عرسال حيث تواصل مع «ابو خالد العرسالي» الذي اقله الى البلدة ويوم المعركة شاهد عدد من المسلحين بينهم موفق الجربان «ابو السوس» شقيقه مهند وسعد الزهوري وطارق والتحق عندها بمجموعة ابو السوس الذي سلمه كلاشن عند الساعة الخامسة مساء وانتقل الى وادي حميد معهم حيث اسروا 7 عسكريين وبعد ذلك طلب منه «ابو السوس» الترجل مع 4 آخرين للمساندة في حال تقدم الجيش اللبناني وبعد مرور عدة ساعات انتقل الى احد المخيمات وبقي فيه لصباح اليوم التالي عندها قام مع اخيه باستطلاع سير المعارك بواسطة دراجة نارية وخلالها شاهد مجموعة من داعش تقتحم مركز للجيش وهو الذي كان يراقب مراكز الجيش لمدة اسبوع وعند انتهاء الاستجواب وبعد جدل حول مضمون الافادات الاولية لدى مديرية المخابرات والامن العام حول تراجع المتهم عن افادته وعدم ورود بعض التفاصيل في افادة دون اخرى وبعد اصرار من وكيلته المحامية جوسلين الراعي الى ان حالة موكلها الصحية لا تسمح له بالمشاركة في المعارك تقرر اجراء دراسة فنية على الهاتف الخاص بالمتهم بطلب من النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي هاني حلمي الحجار وكذلك بالنسبة لرقم آخر اكد انه لا يعود اليه.