Site icon IMLebanon

بري اتّجه لضرب الثنائية المقنعة

 

كتب ياسر الحريري في صحيفة “الديار”:

“من الواضح ان عملية التجاذب الداخلي تتجه على اكثر من صعيد، فالاقتراح الذي اعلن عنه الرئيس نبيه بري، لم يأت من باب الصدفة ولا هو خارج اللعبة الدستورية اللبنانية، كما انه هدف سياسي بامتياز في مرمى من يهمه الامر، وبذات الوقت ليقول للجميع «نحن هنا» ولا يمكن السير باتفاقات جانبية بعناوين الثنائية او غيرها، لذلك عملية خلط الاوراق من باب التحضير للانتخابات او الاسراع في اجرائها في حال عدم، انجاز البطاقة الممغنطة في موعدها، مسألة عادية، ولعبة سياسية يجيدها رئيس مجلس النواب، خصوصاً عندما يرى ما يرى في مجلسي النواب والوزراء، وعندما، يشعر ان هناك من يلعب من خلف الظهر، في اكثر الملفات تعقيداً في لبنان.

من الخطأ فهم نبيه بري خطأً، كما انه من الخطيئة بالسياسة اعتبار انه لا يرى الامور ، او لا يعلم عنها شيئاً، ومن يتصرف على اساس هذه النقاط، يعني لا يفهم بالسياسة الداخلية وادارتها.

صحيح ان حزب الله وفق مصادر قيادية عليمة في 8 اذار، لا يعمل على صرف الانتصارات الاقليمية السورية وغيرها في الداخل اللبناني، لكن نبيه بري لا يتراجع عن استخدام هذا الحق كونه الحليف الاكبر والاول للمنتصر، وبالتالي، يستخدم الثقل الاقليمي، من العراق الى سوريا، الى غيرهما ان شئت، عندما يرى ان البعض يلعب في وجهه، بغير رضاه، او يحاول عقد الاتفاقات الثنائية دون علمه ولما يعلم ، يبادر الى الامر الاصعب، وهذا ما يعني انه شخصياً خرج من اجتماع كتلة التحرير والتنمية، ليعلن كل ما اراد، ويوجه الرسائل السياسية الواحدة تلو الاخرى.

في الملفات الكبرى مهما كان نوعها ومستواها، استحقاقات دستورية مستقبلية، او ملفات سياسية او انمائية، او غيرها، من الخطيئة اللعب بالنار واستبعاد نبيه بري، تضيف المصادر، ومن الخطيئة الكبرى ان يصار الى مغازلات ثنائية مقصودة او غير مقصودة”.