كتب جليل الهاشم في “المستقبل”:
أكدت مصادر قريبة من الوفد الرئاسي اللبناني إلى فرنسا، أن الزيارة حققت نجاحاً على مستويات متعددة، وجاءت في معظمها استكمالاً للمباحثات التي أجراها رئيس الحكومة سعد الحريري مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسائر المسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم.
وتوقفت المصادر عند الحفاوة اللافتة التي خصّ بها الرئيس الفرنسي ضيفه اللبناني، في زيارة دولة هي الاولى لرئيس عربي إلى فرنسا بعد تسلّم الرئيس ماكرون مقاليد الحكم في فرنسا.
وتحدثت المصادر إلى “المستقبل” عن أن “محاور البحث بين الرئيسين ماكرون وعون تركزت على أربع نقاط، أو محاور، وبلغ الاتفاق حدّ تطابق وجهات النظر بين الجانبين في ثلاث منها، في حين أن النقطة الرابعة والمتعلقة باللاجئين السوريين أخذت حيزاً من البحث والنقاش بين الرئيسين لتقريب وجهات النظر بين فرنسا ولبنان في هذا الشأن”.
ففي المحور الأول، كان هناك تأكيد فرنسي على دعم الجيش اللبناني والتنويه بقدراته ومعنوياته وكفاءة جنوده وضباطه وقيادته، وهو كان موضوع متابعة فرنسية دقيقة خلال معركة “فجر الجرود”، التي استطاع فيها الجيش اللبناني دحر إرهابيي “داعش”.
وتشير المصادر الى ان الجانب الفرنسي، تعهد بمساعدة الجيش اللبناني بقيمة 100 مليون يورو من المساعدات العسكرية عربون تقدير لنجاحاته، مع تأكيد فرنسي السعي لدى الاتحاد الاوروبي ليقوم بدوره بدعم الجيش بمبلغ 100 مليون يورو أيضاً.
وتوضح المصادر أن الرئيس الفرنسي جدد أمام نظيره اللبناني تأكيده العمل على إنجاح مؤتمر شبيه بـ “باريس 3” أو أكثر، بحضور دولي أوسع، فيكون بمثابة “باريس 4”، لدعم الاقتصاد اللبناني، وهو ما كان بحثه مع الرئيس الحريري، مؤكداً في الوقت نفسه العمل على الدعوة لمؤتمر لدعم الجيش اللبناني.
والمحور الثاني يتعلق بتطبيق القرار الدولي 1701، حيث شدد الجانب الفرنسي على الدعم الكامل لتطبيقه على كامل الحدود اللبنانية وعدم حصره في جنوب لبنان، مع تأكيد الرئيس الفرنسي على الإبقاء على الجنود الفرنسيين العاملين في عداد قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، مع سعي فرنسي لدى الجهات الدولية الى توسيع نطاق عمل هذه القوات بالتنسيق مع الجيش اللبناني كي يطبّق القرار على كامل الحدود اللبنانية، بما يحفظ سيادة لبنان ويعزّز أمنه واستقراره.
وتشير المصادر الى ان المحور الثالث يتعلق بتعزيز الحضور المسيحي المشرقي، حيث أصرّ الجانب الفرنسي على الحفاظ على المسيحيين المشرقيين، وتعزيز حضورهم ودورهم الفاعل في الشرق، والحد من اعطاء التسهيلات لتأشيرات الدخول وخصوصاً تلك التي تهدف الى الحصول على وضعية لاجئ إلى دول أوروبا. وتلفت إلى أن الجانب الفرنسي اقترح تعزيز المساعدات للمسيحيين ليبقوا في الشرق، والمساهمة في إعادة بناء ما تهدّم من قراهم سواء في العراق أو سوريا، ورفد تجمعاتهم السكنية بمؤسسات اقتصادية اجتماعية وتربوية تخفيفاً للنزف المسيحي من الشرق.
وفي المحور الرابع، تؤكد المصادر أن الرئيس عون إقترح المساعدة في إعادة النازحين السوريين الى بلادهم، استناداً إلى أن 80 في المئة من الأراضي السورية عادت إلى سلطة الدولة السورية، حسب ما نقلت المصادر عنه، إلا أن الجانب الفرنسي، اعتبر أن عودة اللاجئين يجب أن ترتبط بحلّ سياسي يسمح بعودتهم الآمنة إلى بلادهم للمساهمة في إعادة البناء، وأن إعادتهم إلى سوريا اليوم محفوفة بالمخاطر، خصوصاً أن الحل السياسي للأزمة السورية لم ينضج. وتضيف أن الجانب الفرنسي بحث مع الجانب اللبناني مساعدة لبنان على القيام بإيواء النازحين من الوجهة الإنسانية، بعد أن وجّه الرئيس ماكرون انتقادات لسلفه فرنسوا هولاند، محمّلاً إياه مسؤولية تجاهل أزمة النزوح السوري المقلقة، والعبء الذي أرخته على دول جوار سوريا وخصوصاً لبنان.
وإذ شدد الرئيس ماكرون على ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم، تمنّى على الجانب اللبناني توخّي الهدوء والحذر في طرح مسألة عودتهم.