بَرزت في الساعات الاخيرة زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى السعودية.
وقالت مصادر مواكبة لصحيفة «الجمهورية»: «صحيح انّ هذه الزيارة ليست الاولى لكلّ منهما، لكنّ تظهيرها إعلامياً يأتي اليوم في ظلّ التجاذبات السياسية القائمة في لبنان وبعد سلسلة مؤشّرات أبرزها:
1- تغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في المملكة العربية السعودية ثامر السبهان الاخيرة والتي حملَ فيها بعنف على ايران و«حزب الله» ودعت اللبنانيين الى الاختيار «إمّا مع حزب الشيطان أو ضدّه».
2- محاولات فريق 8 آذار التطبيعَ مع النظام السوري، بدءاً من الدعوة الى التنسيق معه لمعالجة مسألة عودة النازحين مروراً بزيارات وزراء في الحكومة اللبنانية الى دمشق والتي نزع مجلس الوزراء الصفة الرسمية عنها، وصولاً الى لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم وتداعياته المستمرة فصولها، علماً انّ وزير الداخلية نهاد المشنوق كان قد اكّد انّ هذا اللقاء «اعتداء سياسي على رئاسة الحكومة وسنواجهه».
3- تأتي زيارة السعودية بعد المواقف الرسمية، بما فيها مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مسألة سلاح «حزب الله» وإعطائه الصفة الشرعية والداعمة لبقائه.
ورجّحت المصادر» ان تكون زيارة الجميّل وجعجع بدايةً لزيارات ستشمل قيادات وشخصيات من طوائف اخرى، بعضها محسوب على المعارضة التي نجحت في كسرِ الطوق المفروض عليها داخلياً، عبر الطعن بقانون الضرائب الذي اثارَ مشكلةً بين اركان الحكم، وهي اثبتَت من جهة ثانية انّها تحافظ على موقعها الاقليمي من خلال تلقّيها دعوات رسمية لزيارة المملكة».
وفيما تردَّدت معلومات عن انّ رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ووزير الداخليّة نهاد المشنوق والوزير السابق أشرف ريفي والنائب السابق فارس سعيد ورضوان السيّد يستعدّون لزيارة السعودية، نفى المشنوق أن يكون قد تلقّى أيّ دعوة لزيارة المملكة، كما أكّد سعيد لـ«الجمهورية» أنّه «لم يتكلم أحد معي، ولا علاقة لي ولا علمَ عندي بأيّ شيء يحصل في المملكة تجاه لبنان».
واعتبر محللون في حديث لصحيفة “العرب” اللندنية أن دعوة السعودية لرئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس حزب الكتائب، أكبر حزبين مارونيين في لبنان، وتعيين سفير جديد يدخلان في سياق رغبتها في إعادة تفعيل دورها على الساحة اللبنانية بعد تراجعه في الأشهر الماضية.
وهناك قناعة لدى القيادة السعودية بضرورة التحرك وعدم ترك الباب مفتوحا أمام تغلغل إيران في هذا البلد العربي، دون أن يكون هناك رد فعل. ومعلوم أن الكتائب والقوات يشكلان قطبين رئيسيين في تحالف 14 آذار ولهما مواقف قوية رافضة لمساعي إيران وضع يدها على البلد وتحويله إلى مقاطعة تابعة لها.
وتأتي هذه الاستدارة السعودية أيضا في وقت يعيش فيه لبنان على وقع انقسام عمودي حاد بشأن مسألة التطبيع مع النظام السوري. حيث يقود حزب الله اليوم حملة لإعادة وصل بيروت بدمشق، الأمر الذي يعتبره تحالف 14 آذار خطا أحمر قبل حصول أي تسوية سياسية في سوريا تحظى بموافقة الدول العربية.