أبلغت مصادر عليمة في “القوات اللبنانية” صحيفة “السياسة” الكويتية، ان الهدف من جولة الدكتور سمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية، هو ان “الدكتور جعجع يريد الوقوف عند معلومات ورأي الدول الحليفة للبنان والحريصة على استقراره والمتمسكة بمبدأ السيادة والدولة في لبنان، كذلك الوقوف على رأيها في التطورات الأخيرة التي تحصل في المنطقة، وهل صحيح ما يُحكى أننا مقبلون على تسوية على المستوى السوري، وأن الأمور دخلت في مرحلة التسويات على مستوى المنطقة، وبالتالي فإنه يريد الوقوف على المعلومات الحقيقية وما يدور في كواليس دول القرار الإقليمية بهذا الشأن”، مشددة على أن “من الأهداف الأخرى للزيارة، تجاوز التواصل والتشاور بواسطة السفراء أو بواسطة الاتصالات، إلى التواصل المباشر من أجل إجراء مشاورات دقيقة يستطيع أن يكون من خلالها نظرة وافية لمسار الأمور في المنطقة.
وأضافت أن رئيس “القوات”، يريد التأكيد على مركزية الموقع اللبناني، بحيث أنه لا يجوز في أي تسوية قد تحصل، أن يتم استثناء لبنان، باعتباره من ضمن الساحات العربية التي تعاني، في ظل وجود سلاح “حزب الله” الذي يصادر الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن أي تسوية لا يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع السياسي اللبناني، ويجب أن تشمل لبنان من أجل تأكيد حضور الدولة ودورها على هذا الصعيد.
وقالت مصادر «القوات» لصحيفة «الجمهورية»: إنّ جعجع يستهلّ جولته في السعودية انطلاقاً من محورية دورها الإقليمي وسعيِها المستمر للدفاع عن السيادة العربية في مواجهة التدخّلات الإيرانية، كذلك حرصها المستمر على سيادة لبنان واستقلاله ودعمها المتواصل لمؤسساته الدستورية.
وكشفَت المصادر «أنّ الهدف الأساس لجعجع الوقوفُ على رأي المملكة في التطوّرات الإقليمية واستكشاف آفاق المرحلة وتصوّر الرياض للحلول المطروحة والتي تُخرج المنطقة من أزماتها المتفجّرة، وما إذا كانت المنطقة تتّجه نحو تسويات أم مزيدٍ من الحروب الساخنة».
وأشارت الى انّ لقاءات جعجع «ستشكّل مناسبة لعرض وجهة نظره من الاحداث في المنطقة عموماً ولبنان تحديداً، وخصوصاً لجهة ان يكون لبنان بنداً اساسياً في ايّ تسوية، خصوصاً وأنّ معاناته هي الأقدم بفعل سياسات النظام السوري ومحور الممانعة التي حوّلت لبنان الى ساحة مستباحة وانتهكت سيادته وضربَت استقراره وشلّت دولته، وبالتالي لا يجب لأيّ تسوية ان تستثنيَ لبنان من أجل ان يستعيدَ مقوّماته عن طريق تسليم «حزب الله» سلاحَه للدولة اللبنانية».
وأكّدت المصادر «أنّ الرياض لن تسمح ببقاء النظام السوري ولا باستمرار النفوذ الإيراني على حساب الدول العربية والدور العربي»، وقالت «إنّ المشهدية التي أرادتها السعودية ترمي الى توجيه رسالةٍ بأنّ لبنان غير متروك لقدَره وأنّ الرياض تحتضن القوى السيادية وأنّها لن توفّر فرصة أو مناسبة لدعم خيار الدولة في لبنان».
وأكّدت المصادر «أنّ الدور السعودي يشكّل ضمانة لبنان ويؤشّر إلى التوازن الموجود إقليمياً ولبنانياً، وأنّ جعجع سيركّز في كلّ لقاءاته على الثوابت اللبنانية».
وأكد مصدر قواتي لـ«الديار»، أن الدعوة السعودية للدكتور سمير جعجع، تأتي في سياق الانفتاح السعودي على لبنان، وتندرج في إطار الحرص على استقلال لبنان وحريته، علماً أن المملكة لا تتدخّل في شؤون لبنان الداخلية، وهي مستمرة في دعمه على كل المستويات. وأوضح أن زيارة جعجع إلى المملكة هي محطة أولى في سلسلة زيارات سيستكملها في دول أخرى، وقد أتت في لحظة تستدعي مشاورات شخصية يقوم بها مع الملوك والرؤساء والمسؤولين، للوقوف على وجهة نظرهم مما يجري في المنطقة لاستكشاف آفاق المرحلة المقبلة، والمعلومات الدقيقة حول طبيعة الحلول إذا كانت المنطقة تسير نحو التسويات، أو إذا كانت تتّجه إلى التصعيد.
وأضاف المصدر، أن الدكتور جعجع، سيعرض رؤيته للأحداث في المنطقة ولبنان، ويؤكد على الثوابت اللبنانية المتصلة بسيادة لبنان واستقلاله. كذلك، اعتبر أن الدكتور جعجع سيؤكد على وجوب أن لا يكون لبنان منسياً في أي تسوية، خصوصاً أنه عانى الأمرّين على مرّ العقود الماضية، نتيجة التدخلات في شؤونه، وبالتالي، فإن أي تسوية يجب أن تشمل لبنان.