كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
بات خروج الإرهابي «أبو خطاب» من مخيم عين الحلوة أمراً واقعاً بعدما بدّل مظهره الخارجي وفرّ ببطاقة مزوّرة، وهو ما تأكّد من خلال إبلاغ قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب بهذا الأمر الى مخابرات الجيش في الجنوب وشعبة معلومات الأمن العام جنوباً اللتين بدأتا التحقيق في الموضوع.انشغل اللبنانيون والفلسطينيون بالمعلومات التي انتشرت عن تمكّن الإرهابي المصري فادي الأحمد «أبو خطاب» من مغادرة مخيم عين الحلوة ووصوله الى طرابلس متوجِّها الى سوريا، علماً أنه كان في عداد مجموعة الإرهابي شادي المولوي ودخل معه الى المخيم منذ سنتين.
«أبو خطاب» وهو من أب مصري وأم لبنانية، مارس حياته في المخيم كبائع للفول ليقع خلاف بينه وبين المولوي الذي يتبع لـ«جبهة النصرة»، فيما انضمّ «أبو خطاب» الى «داعش» وتلقّى الأوامر منها وشكّل خليّة لها في طرابلس كشفتها مخابرات الجيش وفكّكتها.
ونشر «أبو خطاب» مقطع فيديو، سخر فيه من الاتهامات التي وُجّهت له، لاسيما تحضيره لتفجير مساجد وكنائس، كما كذّب القبض على خلية مكوّنة من 19 شخصاً تابعة له، وأكّد خروجه من مخيم عين الحلوة رأفة بالمشايخ وأهالي المخيم والأطفال والنساء، مطالباً الذين يكتبون المقالات والبيانات عن المخيم بأن يتوجّهوا إليه لمعرفة البؤس والشقاء الذي يعانيه ابناؤه، وأشار الى أنه سافر إلى خارج لبنان، وأنه صوّر هذا المقطع في جونية في طريقه إلى طرابلس، ولم ينشره إلّا بعد خروجه من لبنان.
من جهتها، أكدت مصادر أمنية وأخرى فلسطينية لـ«الجمهورية» أنّ «تصوير الشريط وتسجيله تمّا خارج المخيم وتبدو وراء «أبو خطاب» خلفية البحر ما يرجّح فرضية التسجيل في جونية وعلى طريق طرابلس»، مشيرةً الى أنّ «أبو خطاب» والمولوي «كانا يحاولان الهروب من المخيم منذ أكثر من أسبوع بعدما باعا الأسلحة التي كانت بحوزتهما الى تجار أسلحة في المخيم ومن بينهم عناصر تكفيرية وإرهابية».
وأكّدت المصادر «خروج «أبو خطاب» من المخيم لأنه كان في الفترة الأخيرة متوارٍ ومتخفٍّ في حيّ الطوارئ تحت حماية الإرهابي هيثم الشعبي، وأنّ القوى الإسلامية والإسلاميين التكفيريين في الحيّ ضغطوا عليه ليخرج من المخيم، وحسب المعلومات أنّ عدداً من مشايخ القوى الإسلامية أبلغوه أنهم فوجِئوا بعمله مع «داعش» من دون معرفتهم وهو ما يضع المخيم في دائرة التصويب الأمني».
الى ذلك سرت معلومات تفيد بخروج المولوي أيضاً من المخيم الى سوريا على أن يبث ذلك بمقطع صوتي له قريباً، لكنّ المصادر الأمنية الفلسطينية واللبنانية نفت الخبر، معتبرةً أنّ هدفه التعتيم على قضية المطلوبين وإخراجها من دائرة الضوء بعد إصرار الدولة ومخابرات الجيش على طلب البدء بتسليمهم تباعاً اعتباراً من الاثنين المقبل بعدما تلقّت الفصائل الفلسطينية لائحة بهم.
وأكّدت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ «وفداً من «فتح» التقى مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادي وأكّد له خروج «أبو خطاب» من المخيّم بهويّة مزوّرة، بعدما بدّل مظهره الخارجي وقصّ شعره وخفّف لحيته». واجتمع حمادي بوفد آخر من حركة «حماس» ووفد من القوى الإسلامية.
من جهته، قال المسؤول السياسي لـ«حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي لـ«الجمهورية» إنّ «لقاءاتنا مع العميد حمادي ومع الأجهزة الأمنية اللبنانية تهدف الى حماية المخيمات ومنها مخيم عين الحلوة والحفاظ على الأمن والاستقرار»، مؤكداً أنّ «الحراك الذي نقوم به مع العميد حمادي والقوى الأمنية هو للضغط على المطلوبين لتسليم أنفسهم من أجل إراحة المخيم منهم»، وأعلن أنّ «لجنة ملفّ المطلوبين التي تشكّلت ستجتمع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير لاتّخاذ الخطوات المطلوبة بالتنسيق مع مخابرات الجيش لحلّ قضية المطلوبين سلمياً».
وفي سياق متصل، استقبل السفير المصري نزيه النجاري نظيره الفلسطيني أشرف دبور، الذي عبّر عن شكره وتقديره للجهود المصرية في رعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية، وانهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكّداً «الدعم المصري الدائم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية».
وعرض السفيران الوضع في مخيمات لبنان، حيث أكّد النجاري «استمرارَ الدعم المصري للشعب الفلسطيني، في توافقه وسعيه إلى حلّ قضيّته العادلة وإنشاء دولته الفلسطينية المستقلّة».