تقرير رولان خاطر
تحت عنوان، “آن لدولة مدنية ان تبنى، والانتخابات القادمة بداية انطلاقتها”، تنظم شخصيات لبنانية مستقلة يطغى عليها الطابع الشيعي وخصوصاً من قرى البقاع والجنوب، لقاء في فندق منرو في عين المريسة يوم الأربعاء 4 تشرين الأول، وذلك لمناقشة “نداء جامع إلى اللبنانيين للتصدي لواقع الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان والمخاطر التي تهدد المؤسسات الدستورية والدولة اليوم والمهمات المشتركة المطلوبة”، وذلك بحسب نص دعوة اللقاء.
الصحافي علي الأمين تحدث لموقع IMLebanon عن واقع اللقاء، فأكد أن هناك العديد من الشخصيات سيأتون من قرى الجنوب والبقاع ومناطق لبنانية أخرى لاطلاق صرخة وليعبروا عن الواقع السائد اليوم في البلد على مستوى الانتهاكات التي تحصل للدستور والقانون والفساد وكل الاستباحة التي تصيب مشروع الدولة”.
وأضاف: “هناك خصوصية جنوبية وبقاعية سيشار اليها في النداء، ولها علاقة بالانتخابات النيابية، خصوصاً أنه خلال ربع قرن لم تحصل انتخابات في الجنوب والبقاع، اذ انه لم يحصل اي خرق للثنائية الشيعية طوال ربع قرن لا في بعلبك الهرمل ولا في الجنوب، لا في زمن الوصاية السورية ولا في زمن وصاية “حزب الله”، وهو مؤشر للمراقب الانتخابات لن تحصل في الأساس”.
وشرح ان اللقاء سيحمّل المسؤولية للسلطة السياسية بكل فروعها، فهو لن يبرئ لا “تيار المستقبل” ولا القوات ولا “التيار الوطني الحر” بل سيوجه نقدا عاما لكل السلطة السياسية وفي الوقت نفسه، هناك خصوصية نقدية للثنائية الشيعية.
وعن الخوف من إعادة تسميتهم بشيعة السفارات، قال: “نحن نخوض معاركنا على المستوى الفردي بلساننا وبقلمنا، لكن الآن نحاول تسجيل كلمة مشتركة”، مشددا في المقابل على ان اللقاء لن يؤسس لتجمع معين، بل هو يجمع شخصيات مستقلة، من دون ان يتبلور ليكون هيئة لها صيغة تنظيمية محددة.
وتابع: “هو لقاء لوجوه معترضة قررت ان تقول كلمتها في هذه اللحظة، من دون ان يكون للتوقيت اي خلفية تخدم اي فريق لا في الداخل ولا في الخارج، خصوصا ان الاجتماعات تحصل منذ أشهر طويلة، وتم عقد لقاءات مع شخصيات سياسية عدة، وبالتالي التوقيت نربطه بالوضع السياسي الذي يسير نحو مزيد من التدهور والتراجع في ظل انكفاء لأصوات المعارضة، وهذه الأصوات المستقلة اليوم تحاول ملئ فراغ على مستوى الاعتراض الوطني اللبناني الذي هو ليس منظما في إطار معارضة وطنية لبنانية، وبالتالي تشكل بداية سنرى ما سينتج عنها في وقت لاحق.
وأضاف: “الهدف الأساسي شجب الأوضاع المتدهورة على المستويات كلها، اقتصاديا، ودستوريا، وقضائيا، في ظل استحقاق انتخابي مقبل، وبالتالي يفترض اتخاذ موقف من هذا الاستحقاق والدفع في اتجاه خوض المواجهة الانتخابية في كل لبنان، وليس فقط في منطقة محددة، بمعنى ان المعركة الانتخابية لا يجب ان تكون محلية، بل معارك متعددة، للوائح مختلفة، يجب ان تصب في هدف واحد، وهو مواجهة السلطة التي تمسك البلد”.
الأمين نفى ان يكون للقاء اي علاقة بأي طرف خارجي وخصوصا المملكة العربية السعودية التي اعتبر أنها تخلت عن لبنان وما زالت.
وقال: “نحن لنا مشروع لبناني وطني، واللقاء المقبل سيوسع الدائرة، والشخصيات التي ستكون موجودة لها مواقف معترضة سواء كانت السعودية مؤيدة او معترضة، فهذا تفصيل، وليس له علاقة بالتطور السعودي على الساحة اللبنانية ولا نراهن على هذا الأمر”.
وتابع الأمين: “التجربة السعودية تدفعنا الى الاتكال على أنفسنا ولا نراهن على أي طرف خارجي. هناك تحديات وطنية نشعر انه من واجبنا التحرك من أجل الاضاءة عليها سواء أيدنا في تحركنا غير طرف اقليمي او دولي لكن ليس هو ما يحدد موقفنا من الأمور”.
وردا على سؤال عما اذا كان التحرك في توقيته نتيجة ضعف يصيب حزب الله”، قال الأمين: “كل العقوبات وكل المواقف الدولية ضد “حزب الله، ليست المؤثر في موضوع “حزب الله”، بل مصدر قوة الحزب الأساسية هو الخطاب المذهبي والطائفي. وطالما هذا المشروع تتقد ناره في المنطقة فحزب الله ليس ضعيفاً، وما دام يتمسك الحزب بخطابه المذهبي وبسياسته التي تتكئ على مشروع ايراني يرتكز الى قواعد مذهبية في المنطقة فسيبقى قوياً.
وقال: “اليوم المطلوب مواجهة هذا الخطاب المذهبي، والمطلوب خلق خطب لبناني وطني يذهب باتجاه تحريض الناس على مصالحها المعيشية ومصالح الدولة والسيادة والاستقلال، اما الموضوع المذهبي فهو احد مصادر قوة حزب الله وتجربة مجالس عاشوراء دليل على كيفية استخدام الحزب للخطاب المذهبي لدعم مشروعه السياسي.
وأكد علي الأمين أن اولوية “حزب الله” اليوم ليس مواجهة اسرائيل ولا مواجهة اميركا بل ما يسميه “التكفيريين”، وهو اسم سرّي للسُنّة في المنطقة.