لم تشر المعلومات من مصادر لبنانية مختلفة في ولاية نيفادا الأميركية إلى وجود أي لبناني بين ضحايا أو مصابي المجزرة التي ارتكبها الأميركي جوزف لومباردو الليلة الماضية في حفل موسيقي في لاس فيغاس وأسفرت عن سقوط حوالي 60 قتيلاً وأكثر من 500 جريح بطلقات الرشاشات العشر التي كان يطلق منها القاتل النار كزخات المطر على الساهرين الأبرياء.
وفي هذا الإطار، أكد قنصل لبنان العام في لوس أنجلوس السفير جوني ابراهيم أن موظفي القنصلية والفريق الذي عمل على تنظيم مؤتمر “الطاقة الاغترابية” غادر المدينة بعد يوم على انتهائه، مشيراً إلى أنه على تواصل مع السلطات المحلية في لاس فيغاس وولاية نيفاداً وبشكل خاص مع عمدة المدينة كارولاين غودمان وعضو الكونغرس عن ولاية نيفادا اللبناني الأصل روبن كيوان اللذين أكدا له أنه، بحسب المعلومات المتوافرة حتى الساعة، لم يتبين وجود أي لبناني بين الضحايا.
وعُلم أنّ شابة لبنانية تدعى كريستل سركيس نجت من المجزرة بأعجوبة، وهي من سكان لاس فيغاس.
كريستل، وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، كانت تحضر وعدد من أصدقائها الأميركيين الحفل الموسيقي المستهدف. وتقول إنه “عندما بدأ إطلاق النار، ظن الجميع أنه صوت مفرقعات نارية ثم اعتقدوا بأن الأصوات قد تكون ناتجة عن عطل في مكبرات الصوت. إلا أن عناصر الأمن اقتحموا المكان وبدأوا يصرخون للجميع بأن المكان يتعرض لإطلاق نار ويجب علينا الخروج بسرعة”. فخرجت كريستل وكذلك رفاقها والآخرون من تحت المقاعد التي احتموا بها وبدأوا بالزحف على الأرض حتى وصلوا إلى سياج حديدي اضطروا إلى القفز من فوقه إلى الطريق، كل هذا وهي كانت ترى أشخاصاً من حولها يصابون بالرصاص ويسقطون مضرجين بدمائهم على الأرض، وعرفت في ما بعد أن من بينهم صديقة كانت ضمن المجموعة التي رافقتها.
وبدورها، قالت والدة كريستل السيدة يولا حنش سركيس إن ابنتها اتصلت بها ما إن استطاعت لدى بدء إطلاق النار وأبلغتها بما يجري وأبقت الخط مفتوحاً معها طوال رحلتها المخيفة التي دامت ساعة وبدأتها زحفاً داخل المجمع وصولاً إلى السياج ومن ثم ركضاً على “لاس فيغاس بولفارد” حتى وصولها إلى مجمع “تروبيكانا”. ومن هذا المجمع إلى منزلها استغرقت رحلة البضعة أميال ساعتين من الوقت بسبب إقفال الطرقات وانتشار عناصر الأمن في ظل الشائعات الكثيرة عن أماكن أخرى مستهدفة.
وختمت يولا سركيس: “المجزرة مخيفة جداً. وصوت الرصاص لا يزال يرن في أذنيْ ابنتي حتى الساعة. مؤسف ما يحصل. تركنا لبنان لكي لا يعيش أولادنا ما اختبرناه خلال أيام الحرب، وها هي ابنتي كادت أن تقتل هنا”.