كتبت هديل فرفور في صحيفة “الأاخبار”:
مئة وستة موظفين ناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية لوظيفة حراس أحراج في وزارة الزراعة (فئة رابعة)، لا يزالون ينتظرون تعيينهم منذ نحو عشرة أشهر. ويتهمون وزير الخارجية والمُغتربين جبران باسيل بالضغط على الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، كي لا تُدرج قضيتهم على جدول أعمال المجلس، بحجة غياب «التوازن الطائفي».
ومن المُقرّر أن يُنفّذ هؤلاء اعتصاماً احتجاجياً في ساحة رياض الصلح، الخميس المقبل، بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء للضغط من أجل إقرار تعيينهم. علماً أنهم نفّذوا اعتصاماً مماثلاً أمام وزارة الخارجية والمغتربين الأسبوع الماضي.
وبحسب المُعطيات، من بين الـ 106 هناك نحو 17 مسيحياً فقط، فيما يتوزع البقية بين سُنّة وشيعة ودروز. علماً أن حجة «اختلال التوازن الطائفي» محصورة بوظائف الدرجة الأولى ولا تسري على الوظائف من الفئة الرابعة. إذ تنصّ الفقرة «ب» من المادة 95 من الدستور اللبناني على ما يأتي: «تُلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويُعتمد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات وفقاً لمُقتضيات الوفاق الوطني، باستثناء وظائف الفئة الأولى فيها وفي ما يُعادل الفئة الأولى فيها، وتكون هذه الوظائف مُناصفة بين المسيحين والمُسلمين دون تخصيص أية وظيفة لأية طائفة مع التقيّد بمبدأي الاختصاص والكفاءة».
مصدر إداري أكد في اتصال مع «الأخبار» أن مباريات مجلس الخدمة المدنية قائمة على التزام النصوص والمعايير القانونية، وأن أية مطالبة بـ «توازن طائفي» في وظائف غير الوظائف الأولى، تعني عدم التزام ما نصّ به الدستور.
اللافت أنها ليست المرّة الأولى التي يُعرقَلُ فيها تعيين ناجحين في مجلس الخدمة المدنية بحجة التوازن الطائفي، إذ إن هناك نحو 55 ناجحاً في مباراة مجلس الخدمة المدنية لوظيفة محاسب ــــ فئة رابعة في ملاك الإدارات العامة، لا يزالون حتى الآن ينتظرون توقيع وزير الخارجية والمغتربين على مرسوم تعيينهم. (راجع تقرير حجة التوازن الطائفي توقف تعيين 55 محاسباً.
وقالت مصادر لجنة المتابعة للناجحين في مباراة وظيفة حراس الأحراج إنها ستسعى إلى لقاء وزير الزراعة غازي زعيتر وبعض الفعاليات من أجل «التوسّط» لدى باسيل. وفيما أشارت مصادر أخرى إلى أن موقف تيار المُستقبل من إقرار مرسوم التعيين مُنسجم وموقف باسيل «انطلاقاً من أن عدد الناجحين المُسلمين الشيعة أكثر من السُنّة»، نفت مصادر اللجنة ذلك، مشيرة إلى أن «هذه ذريعة أثارها العونيون للقول إنهم ليسوا وحدهم من يحرص على التوازن الطائفي».