IMLebanon

الخلاف يتحول إلى تنافس انتخابي

 

يقول مصدر وزاري لـ”النهار” الكويتية أن الرئيس سعد الحريري لم يشأ أن يصب الزيت فوق نار الخطابات الوزارية الحامية انطلاقاً من ثقته بصلابة التسوية السياسية التي تشكّلت على أساسها هذه الحكومة، ويضيف أنه لحظة تشكيل الحكومة كان موقف الحريري تماماً كما هو اليوم واضح جداً إزاء العلاقة الندية المفترض إقامتها مع سورية الديموقراطية، وفق قاعدة أساسية لا حياد عنها ألا وهي احترام سيادة لبنان واستقلاله الكامل بعيداً عن أي تدخل في شؤونه.

في المقابل تعزو مصادر حكومية لـ”النهار” الكويتية صمت الرئيس الحريري وصبره حيال بعض المواقف النارية التي تصدر بين الفينة والأخرى إلى خوفه على المستقبل الإقتصادي في البلد وتعويله على المؤتمرات الدولية الثلاثة التي وُعد بها إثر زياراته الأخيرة إلى فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، ما يفرض عليه بذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وحدة الحكومة والإستقرار الأمني والسياسي في البلد، على الأقل لتمرير الأشهر القليلة المقبلة قبل مطلع العام المقبل، موعد البدء بتنظيم هذه المؤتمرات، والتي تأتي لتنتشل لبنان من كبوة فرضها عليه واقع النزوح السوري وما خلّفه من أزمات إقتصادية وخدماتية ومعيشية تضع لبنان على شفير كوارث متعددة الأشكال إذا لم تتم معالجتها سريعاً.

وعليه، تتوقّع المصادر الحكومية أن يعمد الوزراء، بتعليمات من قيادات الأحزاب التي يمثلونها داخل الحكومة، إلى تحييد كل المسائل الخلافية داخل الحكومة وفي مقدمها ملفيْ العلاقة مع سورية والنازحين السوريين، والتركيز على النقاط المشتركة التي تراعي مبدأ التسوية لتمرير هذه المرحلة الدقيقة قبيل المؤتمرات الدولية، ولا تستبعد في المقابل أن تشهد الساحة السياسية حماوة وتنافس في الخطاب الإنمائي وفي المحاسبة على كل شاردة وواردة تصدر عن الحكومة، انطلاقاً من قرب الإنتخابات النيابية وما تفرضه من استقرار أمني من جهة واستنفار في الخطاب السياسي من جهة ثانية.