أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ تفاقم النقاط الخلافية في سجلّ علاقة “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” قد يكون حمل وزير الإعلام، الى بعبدا صباح اليوم حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
فـ”كوب” القوات، بحسب ما تقول مصادر مواكبة لـ”المركزية”، بلغ قدرته القصوى على الاستيعاب وفاض بـ”نقطة” التشكيلات القضائية التي أبصرت النور في الساعات المنصرمة بتنسيق برتقالي – أزرق بحيث وُزّعت حصصها على التيار الوطني والمستقبل في شكل أساس، فيما لم يُبد رئيس الأول وزيرُ الخارجية جبران باسيل في خلال المفاوضات التي حصلت لإنجازها، أي حرص على أخذ مطالب أو رأي “القوات” في الاعتبار.
وتلفت المصادر الى أن شريط التباينات بين الطرفين بات طويلا وراكم ملفات “خلافية” سياسية وانمائية واقتصادية وانتخابية كثيرة باتت تفوق نقاط الالتقاء بينهما، ومنها: الخلاف على “بواخر الطاقة”، مقاربة مسألة النزوح السوري وكيفية حلّها، النظرة الى النظام السوري والتطبيع معه، اضافة الى اعتراض “القوات” على تكليف إحدى الشركات اعداد البطاقات البيومترية للانتخاب من دون المرور بدائرة المناقصات، والتفاوت بينهما في مسألة التسجيل المسبق للناخبين، وفي قضية “قطع الحساب” التي ترفض معراب إقرار الموازنة بمعزل عنها، حيث تقول المصادر إن كل هذه المحطات مضافا اليها تجاهل “التيار” إفراد أي حصص “محترمة” لشريكه “المسيحي” في الحكم، سواء كان في التشكيلات القضائية والديبلوماسية أو في التعيينات العسكرية، واكتفائه بتقاسم “الجبنة” مع “المستقبل”، فضلا عن تأخير البحث حكوميا في جملة قضايا تُعنى بها وزارات القوات، وأهمّها صحية وإعلامية، باتت في رأي “معراب” تستدعي معالجة طارئة.
وفي وقت ترجّح أن يكون وزير الاعلام نقل الى بعبدا رسالة امتعاض من رئيس القوات سمير جعجع، تشير المصادر الى ان كيفية تجاوب الرئيس عون معها لا تزال غامضة حتى الساعة الا ان من المفترض ان تظهر في الساعات المقبلة. فإما تتكثف وتيرة الاجتماعات القواتية – العونية (بين وزير الاعلام والنائب ابراهيم كنعان) وتمهد للقاء بين جعجع وباسيل، أو توضع الملفات التي تصر القوات على متابعتها، على السكة الحكومية، وأبرزها تعيين مجلس ادارة جديد لـ”تلفزيون لبنان” حيث يعاني الموظفون في قبض رواتبهم منذ شهور.
وتعزو المصادر الكباش المستجد بين طرفي “إعلان النيات”، الى أسباب انتخابية قبل اي عامل آخر. ففي رأيها، وزير الخارجية الذي لم يعجبه إعلان معراب مرشحيها، خصوصا في البترون، من دون الوقوف على رأيه، تضاعف “انزعاجه” عندما سمع عن دفء عائد الى العلاقة بين بنشعي ومعراب قد يتطور الى حد التحالف الانتخابي بين المردة والقوات. وما الخلافات في “اليومي” بين طرفي تفاهم معراب، الا نتيجة للتشنج الانتخابي بينهما.
في المقابل، تؤكد أوساط “الثنائي” المسيحي لـ”المركزية” أن التفاهم بينهما لا عودة عنه وهو مستمر وصامد ولا بديل منه، مشيرة الى ان هذا الاتفاق استراتيجي وضروري لصون مصلحة المسيحيين في لبنان. وفي حين تذكّر بأن التحالف لا يعني الانصهار وذوبان الحزبين بعضهما ببعض، فانها تقر بأن الخلافات التكتية الداخلية كثيرة، الا انها تطمئن الى ان الاتصالات ستستمر لتسويتها وستُمنع من التأثير سلبا على المصالحة المسيحية الكبرى.