اعتبر مرجع قيادي لبناني رفيع في حديث لصحيفة «السياسة» الكويتية، أن تخبط الرئاسات الثلاث فيما بينها حول القضايا الأساسية، مرده إلى الخوف على مستقبلها السياسي، ففيما تنهمك الرئاسة الأولى بتجديد الإدارة، وفق ما يخدم مسيرة العهد واستمراريته، إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، تعاني الرئاستان الثانية والثالثة عسر هضم واضحاً لا شفاء منه حتى الساعة. فالمشكلة مع الرئاسة الثانية تكمن بكيفية تخطي اقتراحات وزير الخارجية جبران باسيل المتعلقة بالانتخابات النيابية واقتراع المغتربين، والتصويت في أماكن إقامتهم، من دون التسجيل المسبق لهم، ما يسمح بالتزوير بحسب مصادر الرئاسة الثانية.
ومن هنا تأتي الدعوة لاقتراعهم كما جرت العادة في قراهم وبلداتهم. وهذا المطلب سيبقى بين أخذٍ ورد ولم يتم التوافق عليه بعد. أما مشكلة الرئاسة الثالثة، فهي تكمن في إيجاد التمويل لسلسلة الرتب والرواتب بعد رفض المجلس الدستوري لسلة الضرائب التي أقرتها الحكومة، فلا هي قادرة على المضي بالسلسلة من دون إيجاد التمويل لها، ولا هي قادرة على التراجع عما تعهدت به تجاه القطاعات المستفيدة منها، ولهذا السبب أحالت الأمر على مجلس النواب، ليكون شريكاً بإيجاد الحل، وإلا سوف تجد نفسها أمام أزمة جديدة قد لا تخرج منها بسهولة وبالأخص في حال العودة إلى الإضراب العام والنزول إلى الشارع من جديد.