كتب رضوان مرتضى في “الأخبار”:
مَثَل “أمير الكبتاغون” عبد المحسن بن وليد آل سعود ومرافقه السعودي يحيى الشمّري، أمس، أمام رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان القاضي عبد الرحيم حمّود في أول جلسة علنية في هذه القضية. حضر سليل آل سعود بكامل هندامه: صفّف شعره بالـ”سيشوار” وانتعل حذاءً أحمر لامعاً و”بابيّون” سوداء كما لو أنّه مدعو الى حفلة راقصة. كما “نَتَفَ” حواجبه وخطّط لحيته بواسطة الشمع!
إمارات الراحة والرخاء كانت واضحة على وجه “سمو الأمير” جراء “الخدمة الممتازة” التي يُقدمها له عناصر وضباط من مكتب مكافحة المخدرات المركزي، فيما يُكدّس عشرات الموقوفين فوق بعضهم بعضاً. الجلسة ترافقت مع إجراءات أمنية مشددة فرضها عناصر من قوى الأمن بناء على أوامر المدّعي العام التمييزي سمير حمود حرصاً على ألا يتمكن الصحافيون من تصوير “الأمير” داخل قاعة المحكمة، بحسب أحد عناصر الأمن المكلفين حماية القاعة.
الشابان اللذان ضُبطا متلبّسين بمحاولة تهريب نحو طنين من حبوب الكبتاغون المخدرة في مطار بيروت الدولي في تشرين الأول 2015، مكثا في المحكمة نحو عشر دقائق فقط، قبل أن يقرر رئيس المحكمة إرجاء الجلسة إلى مطلع الشهر المقبل لإبلاغ ثلاثة مدعى عليهم في الملف لصقاً. كما طلب رئيس المحكمة من وكيل المتّهم المحامي علي مندو إبراز مستند يفيد بأن لا مانع من الترافع عن المتّهمين من قبل المحامي بشارة أبو سعد لكونه كان وكيلاً سابقاً في الملف.
نحو عامين مرّا قبل أن يظهر “أمير الكبتاغون” أمام الملأ. وهو بدا واثقاً من أنّه سيخرج عمّا قريب، ولا سيما بعدما تمكن من إقناع مرافقه الشمّري بحمل تهمة التهريب والاتجار وحده، علماً بأن الشمري أصر بعد أكثر من سنة على توقيفه على إفادته بأنّ الحبوب وُضِّبت بأمر “الأمير”، في أربعة وعشرين صندوقاً وثماني حقائب تحتوي على 1905 كيلوغرامات من حبوب الكبتاغون، وزُوِّدت بملصقات تفيد بأنّها لـ”صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن وليد آل سعود”. لكنه قرّر، بقدرة قادر، أن يُغيِّر إفادته، مبرِّئاً أميره من العلم بأمر المخدرات. أبرم الشاب المرافق “صفقة مشبوهة” تخلي سبيل “الأمير”، لقاء أن يتحمل هو تبعات القضية، بعدما تراجع عن إفاداته أمام المحققين والمحامي العام في جبل لبنان وقاضي التحقيق. إذ قال أمام الهيئة الاتهامية في جبل لبنان، حيث استجوبه القاضي عفيف الحكيم، إنه مسؤول حصراً عن توضيب المخدرات لنقلها إلى السعودية على الطائرة الخاصة التي كانت في تصرّف الأمير، من دون علم الأخير!