كتب اسامة القادري في صحيفة “الأخبار”:
فتح تريث تيار المستقبل في تحديد إسم مرشحه في البقاع الأوسط الباب أمام عدد من الأسماء الطامحة، ما أدى الى بلبلة بين محازبيه. وزاد في هذه البلبة الحديث عن ترشح المنسق الأسبق للتيار في البقاع الاوسط أيوب قزعون، الذي يقوم بجولات ولقاءات كمرشح عن التيار. إذ يأخذ كثيرون على قزعون «فشله في ادارة المنسقية»، بحسب مناوئين له في التيار الأزرق.
ويؤكد هؤلاء أن «قسماً كبيراً من المحازبين هدّدوا بمقاطعة الانتخابات والماكينة الانتخابية في حال ترشيح قزعون الذي يضعف التيار ويخفّض قدرته على التحكم بفائض الأصوات السنية، واستثمار هذا الفائض للفوز بالمقعد الأرمني… وقد ينتهي الأمر بخسارتنا المقعدين الارمني والسني».
وإلى قزعون، والنائب عاصم عراجي الذي لا يزال يحوز إجماعاً في أوساط التيار، طُرح في التداول أيضاً إسم عضو منسقية التيار في البقاع الاوسط بلال الحشيمي، وهو مقرب من دائرة الحريري ومرضيّ عنه من «الصقور»، ورجل الأعمال أكرم البسط (مقرب من الحريري أيضاً) للإفادة من قدرته على تمويل المعركة الانتخابية، والدكتور رضا الميس الذي يعتبر نفسه مرشحاً عن العائلات ولا خصومة له مع أي من الأطراف السياسية. وقد نقل عنه أنه في حال لم يُعتمد في لائحة المستقبل قد يلجأ إلى إحدى لائحتي العائلات اللتين تلوح بهما رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف والنائب نقولا فتوش.
إلى ذلك، لوحظ أن «نَفَساً» تصعيدياً بدأ يطغى على الخطاب المستقبلي في البقاع الأوسط ضد التيار الوطني الحر، وحزب الله بالطبع. وبحسب قيادي مستقبلي «معارض»، فإن «قيادة التيار المركزية كانت قد بدأت أخيراً تهيئة المحازبين لإمكان التحالف مع التيار الوطني الحر، ورفضت الاستماع إلى تساؤلات البعض حول جدوى هذا التحالف البعيد عن خطنا السياسي طالما أن كل طرف قادر على الاتيان بمرشحيه بالصوت التفضيلي». ولفت الى أن «القاعدة الشعبية للتيار ضد التنازل والتودد لقوى 8 آذار أو التحالف معها»، خصوصاً بعد لقاء الوزير جبران باسيل أخيراً نظيره السوري وليد المعلم.
مصادر قيادية أخرى في المستقبل تؤكد ان «الانتظار سيد الموقف» ريثما يتضح ما ستؤول اليه الزيارة المرتقبة للرئيس سعد الحريري الى الرياض، وانعكاساتها انتخابياً. لكنها تلفت الى أن «الأمور ذاهبة على الأرجح إلى إعادة تموضع قوى 14 آذار». وتوضح أن «أي تحالف مرهون بكيفية إعادة ترتيب الوضع، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع الوزير أشرف ريفي الذي يطمح الى نيل حصة في البقاع». وأكد المصدر أن المستقبل لن يقبل بالتنازل عن المقعد السني الوحيد في البقاع الاوسط لأي جهة.
على المقلب الآخر، قالت مصادر مقربة من حزب الله لـ«الأخبار» إن الثنائي الشيعي إتفق على أن يسمي الحزب مرشحاً عن المقعد الشيعي في البقاع الاوسط (يجري التداول باسم الدكتور حسام أبو حمدان)، وحركة أمل مرشحاً عن المقعد الشيعي في البقاع الغربي. المصادر أكدت أنه «ليس لدينا أية إشكالية مع حلفائنا. نحن متحالفون مع التيار الوطني الحر والمردة ومع كل من يؤيد نهج المقاومة». أما التحالف مع المرشح السني «فسيكون بناءً على موقفه السياسي». علماً أن يجري التداوب باسم سعيد سلوم كأبرز المرشحين عن المقعد السني على لائحة تحالف حزب الله ــــ الوطني الحر، ما لم يحسم المرشح رضا الميس وجهة تحالفاته.