كتب اسكندر شاهين في صحيفة “الديار”:
اذا كان كل ماروني مرشحاً بالسليقة لرئاسة الجمهورية، فان كل منتسب الى «التيار الوطني الحرّ» مرشح للمقعد النيابي ام لشغل حقيبة وزارية وفق المعارضة البرتقالية، وبمجرد الكلام عن الاستحقاق النيابي في ايار المقبل تسود موجة من الاستقالات في صفوف التيار البرتقالي على قاعدة الخلاف حول الاحقية في الترشح كون عملية الاستطلاعات التي اجراها بعض الطامحين لاشغال مقعد نيابي جاءت لمصلحتهم بعكس ما اوحت به الانتخابات الداخلية داخل «التيار» وصوتت لمرشحين يعتبرون من المقربين من رئيسه الوزير جبران باسيل، فانفرط عقد بعض المنسقيات عبر تقديم استقالات جماعية كما حصل في جزين وفي عكار حيث استقالت هيئة «التيار» في بزبينا كما في الجديدة العكارية، كما سادت حال من الارتباك داخل البرتقاليين اثر كلام عن طرح باسيل امكانية تغيير بعض الوزراء من «التيار» حيث حصل تنافس بين بعض الوزراء الحاليين وبعض الطامحين للحلول مكانهم ومعظمهم من رجال المال والاعمال الذين عادوا من المغتربات على امل حصولهم على مواقع كونهم من المناضلين الذين دفنوا العمر «في خدمة القضية» وفق توصيفهم، الا ان نضالهم لم يقرّش كما هو مفترض على الحلبة البرتقالية فالاقرب الى رئيس «التيار» هو الاقرب الى اشغال المواقع داخل السلطة كما تقول الاوساط ذاتها.
ولعل اللافت انه بموازاة الارباكات داخل صفوف «التيار» حيث فتح البعض على حسابهم الشخصي دون العودة الى القيادة، فان الالتزام الصارم بالاوامر الحزبية تسود صفوف «حزب القوات اللبنانية»، وذلك يعود الى التواصل المنظم بين قيادتها وخصوصاً رأس الهرم وبين الكوادر وصولاً الى القواعد الحزبية التي صهرتها التجارب عبر مسيرة «القوات» الحافلة بالمواجهات السياسية وفي ظل هذا الواقع يبدو ان «تيـار المردة» نفض الاستكانة عنه اثر قـرار من النائب سليـمان فرنجيـة للانتشار في المناطق البنانية كافة وهذا مـا يفسر تحركات نجله طوني فرنجيه على الصعيد السياسي وخصوصاً على الحلبـة المسيحية فبعد زيـارتـه للبقاع واعلانه دعم «المردة» «الكتلة الشعبية» لخوض الانتخابات المقبلة وذلك اثناء العشاء الذي اقيم في شتورا بارك اوتيل، يتمم شطر عكار حيث اقيم له لقاء حاشد ضم فاعليات المنطقة بدعوة من رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو، وكان لافتاً حضور «القوات اللبنانية» بشخص مستشار رئيس القوات العميد وهبه قاطيـشا على المائدة التي اقيمت على شرف حضور فرنجية الذي القى كلمة اعلن فيها ان «المردة» ليست حزباً او تياراً مناطقياً بل قرارها الانتـشار على كامل الرقعة اللبنـانيـة.
وتضيف الاوساط ان «المردة» سينطلق كتيار ببناء صداقات له على قاعدة ان يكون له بيت في كل بلدة او مدينة وخصوصاً ان استمراريته من الجد الراحل الرئيس سليمان فرنجية الى الحفيد أدت فيها صداقات البيت السياسي لبعض البيوتات السياسية دوراً كبيراً ومنها على سبيل المثال لا الحصر الصداقة التي جمعته بآل الاسد في سوريا حيث انطلقت من علاقة الرئيس فرنجية بوالد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد لتنتقل الى الرئيس فيما بعد ومنها الى الصداقة التي تجمع الرئيس السوري بشار الاسد بالنائب فرنجية، ولعل اللافت تركيز «تيار المردة» على قضية انماء المناطق المحرومة، وقيام وزيره يوسف فنيانوس بتعبيد الطريق بين القبيات والهرمل وتعهده في لقاء القبيات تعويض الحرمان الذي شهدته عكار عبر تاريخها طالما هو وزير في الحكومة او خارجها.