كتب بسام أبو زيد
بين الفترة والأخرى يعود الحديث إن من الباب الإسرائيلي أو من باب “حزب الله” عن حرب متوقعة في جنوب لبنان عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويتصاعد الكلام عن أن المعركة الأساس لن تكون هذه المرة على الأراضي اللبنانية، بل على أرض الجليل باعتبار أن كل المؤشرات الموجودة لدى الإسرائيليين والاميركيين والروس تشير إلى أن “حزب الله” سيهاجم من نقاط عدة مستوطنات قريبة من الحدود مع لبنان، وأن تدخل سلاح الطيران الإسرائيلي لن يحول دون هذا التوغل في مراحله الاولى، وأن الإسرائيليين يتدربون على كيفية استيعاب الموجة الأولى من الهجوم تمهيدا لصده.
وتقول مصادر متابعة لهذا الملف إن السقف العالي لكلام الأمين العام السيد حسن نصرالله تجاه يهود اسرائيل ودعوتهم للمغادرة في حال اندلاع الحرب مبني على معطيات جدية وصلت للحزب، وفيها أن المناورات الأخيرة التي أجراها الجيش الإسرائيلي أظهرت استحالة صد كل محاولات الاختراق التي سينفذها “حزب الله”، وبالتالي يمكن للحزب أن يستغل هذه المعطيات ميدانيا ونفسيا لممارسة سياسة الضغط والقلق على الإسرائيليين.
وبحسب ما تقول المصادر، تستعد إسرائيل لمواجهة هذا الواقع مع حلفائها وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية التي أبلغت الجهات المعنية بالوضع اللبناني، أنها لن تقف مكتوفة الايدي في حال تعرضت إسرائيل لهجوم بري من قبل “حزب الله”، بل ستتدخل ميدانيا لمساعدة الإسرائيليين، ولن تمارس الضغط عليهم للحد من عملياتهم الجوية ضد البنى التحتية في لبنان.
لقد خلقت هذه المعادلة جوا جديدا من توازن الرعب بين “حزب الله” من جهة والإسرائيليين والاميركيين من جهة ثانية، إلا أن هذا الجو مرشح للإنهيار والانفجار في حال ارتفعت نسبة الضغط الأميركي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الملف النووي وتطورت إلى عمل قد يأخذ طابعا عسكريا في مرحلة ما، عندها لن تنفع كل المعادلات والتهديدات من هنا وهناك بل ستتحول المنطقة إلى برميل بارود ينفجر لفترة طويلة نسبيا ملحقا أضرارا فادحة بالجميع.