سلم سفير فرنسا برونو فوشيه بإسم الدولة الفرنسية وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس إلى أنطوانيت شاهين بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام في 10 تشرين الأول، في حفل اقيم مساء امس في قصر الصنوبر حضره وزير الإعلام ملحم الرياشي، وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد، السفير الالماني مارتن هوت والنواب: ايلي كيروز، طوني ابو خاطر، جوزف معلوف، شانت جنجنيان، فادي كرم وغسان مخيبر، الوزراء السابقون: اليس شبطيني، زياد بارود، جو سركيس ومنى عفيش، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، النائب البطريركي على صربا المطران بولس روحانا، المطران غي نجيم، المونسنيور بطرس خليل ممثلا المطران منير خيرالله، مرشحا “القوات اللبنانية” في البترون وجبيل الدكتور فادي سعد وزياد الحواط، الامينة العامة لحزب “القوات” شانتال سركيس، رئيسة هيئة شؤون المرأة في حزب “القوات” مايا زغريني، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، السيدة روز شويري، مدير “المركز اللبناني لحقوق الإنسان” وديع الأسمر وعدد من الشخصيات.
وألقت ممثلة المنظمة الفرنسية “معا ضد عقوبة الإعدام” جوليا بوربون فرننديز كلمة اعلنت فيها أن “المنظمة أسست تحالفا ضد عقوبة الإعدام وهي تعمل على الغائها في كل دول العالم عبر دعم ومرافقة الفاعلين المحليين في عدد من الدول وعبر تعزيز شبكات نقابية وحقوقية وعبر تحفيز قادة الرأي والجمهور. وهي تطالب بالحاح السلطات المحلية والإقليمية والدولية باعتماد المواثيق العالمية وادخالها حيز التنفيذ في القوانين الوضعية واحترامها، كما انها ترافق المحكومين بالإعدام وهو ايضا حال انطوانيت شاهين التي نقدر التزامها والتكريم الذي تناله”.
أضافت: “كلفني مدير المنظمة رافايل هازان ان انقل لأنطوانيت رسالة بأن شهادتها اما الجماهيروامام العالم كله هو نضال لكل السجناء وهو قصة التزام لألغاء عقوبة الإعدام والغاء التعذيب وهو التزام دون كلل او ملل منذ عشرين عاما”.
وحيا السفير فوشيه باسم فرنسا التزام شاهين النضال من اجل الغاء عقوبة الإعدام والدفاع عن حقوق الإنسان ، وتحدث عن قوة التسامح التي دفعت بالمكرمة للإستمرار وتكريس حياتها لإبطال هذه العقوبة.
وقال: “لقد اعطتك وسيلة اعلام لبنانية لقب سفيرة المظلومين، وان سيرتك تجعل منك سفيرة الكرامة الإنسانية بكل ما للكلمة من معنى. وانا احيي عملك الدؤوب ومثابرتك وانه لشرف كبير لفرنسا ان تكرمك اليوم، ففرنسا جعلت من اولوياتها الغاء عقوبة الإعدام والدفاع عن الحقوق الأساسية وحق الحياة مهما كانت الجريمة المرتكبة. فالعدالة تحمي الحقوق الأساسية والحق في الحياة هو اهم هذه القوانين ومهما كان نوع الجرم المرتكب فعقوبة الإعدام لا تتناسب مع العدالة. وبالمقابل فإن االعدالة الإنسانية عرضة للخطأ ويمكن ان تستغل في غياب دولة القانون والمؤسسات، فعقوبة الاعدام غير رادعة ولقتل ليس عقابا انما هو انتقام”.
ورأى أن “الإحتفال بهذا اليوم العالمي يرتدي اهمية خاصة خصوصا في البلدان التي لم تلغ هذه العقوبة، وان وقف تنفيذ هذه العقوبة دخل حيز التنفيذ في لبنان منذ العام 2004، واذا كان التعليق هو بحكم الواقع قد وضع حدا لهذه العقوبة، فهي لا تزال هشة ويمكن العودة الى تنفيذها ويمكن لبعض الأحداث المأساوية ان تدعم حجج المدافعين عن هذه العقوبة وهم كثر. فوحده الإلغاء بحكم القانون يثبت وبشكل دائم عدم اللجوء الى تطبيق هذه العقوبة”.
وقال: “لا اتحدث هنا فقط عن لبنان ولكن ايضا عن فرنسا حيث لم تلغ هذه العقوبة الا عام 1981 ونحن لسنا بمنأى عن هذه المطالبات في وقت يضرب فيه الإرهاب بلدينا. هناك العديد من المطالبين بإعادة هذه العقوبة للاقتصاص من الجهاديين، ولكن كما يقول روبير بارينتر ان استعمال هذه العقوبة ضد الإرهابيين هو للديموقراطية كمثل تبني قيم الإرهابيين”.
وأضاف: “ان للبنان دورا متقدما في هذا المجال واذا قرر الغاء هذه العقوبة فهو سيخرج كبيرا كما انه يكبر بكم انتم الذين تناضلون من اجل ان تطبق العدالة في كل الظروف”.
واخيرا قلد السفير فوشيه شاهين الوسام وقال: “باسم رئيس الجمهورية الفرنسية امنحك وسام الإستحقتق الوطني برتبة فارس”.
وردت شاهين بكلمة اعلنت فيها ان “نيلها هذا الوسام يخفزها في نضالها ضد عقوبة الإعدام وضد الظلم والتعذيب الذي عانته”.
وقالت: “اليوم هو اليوم العالمي لإلغاء عقوبة الإعدام وانا احتفل بهذه المناسبة منذ 22 عاما، ومنذ خروجي من السجن عام 1998 وانا اعمل من اجل الغائها دفاعا عن حقوق الإنسان”.
وأضافت: “نحن في القرن الواحد والعشرين فلا يجب ان تطال هذه العقوبة الوحشية اي فرد على الكرة الأرضية حتى لا يعرف اولادي واولاد العالم كله هكذا معاناة. لقد منحتني الجمهورية الفرنسية الجنسية الفرنسية وهذا شرف كبير ليحملني مسؤولية وواجب كبير حتى اشهد بدون كلل للسلام في العالم وللحرية والإخوة والمساواة”.
وتابعت: “اقدم اخيرا هذا الوسام الى أمي فهي تستحقه لشجاعتها ومساندتها وصلواتها ونضالها من اجل براءتي، فبفضل القيم التي لقنتني اياها تمكنت من مقاومة الظلم الذي تعرضت له ورفض كل المساومات التي عرضت علي. واقدم شكري اخيرا الى فرنسا لمنحي هذا الوسام والى كل من ساندني وشجعني طيلة كل هذه السنوات”.