Site icon IMLebanon

حزب الله تحت ضغوط أميركية ـ إسرائيلية “منسقة ومتصاعدة”

كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية: لم يدع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجالا للشك بأن سياسته تجاه إيران ستكون مغايرة ومعاكسة لسياسة سلفه الرئيس باراك أوباما الذي وضع الأولوية الإيرانية فوق كل اعتبار وانتهج سياسة جفاء مع السعودية ومصر لصيانة اندفاعه الى تحقيق النقلة النوعية في العلاقات الأميركية الإيرانية وتوقيع الاتفاق النووي مع طهران، وباسم هذا الاتفاق أغمض أوباما عينيه عن التوسع والتمدد الإقليمي لإيران في أرجاء المنطقة العربية.

ومنذ أن وطأت قدما ترامب البيت الأبيض تعهد بإصلاح العطب والخطأ في سياسات أوباما، وتحديدا لناحية ما يعتبره «تجاوزات إيران في الجغرافيا العربية» مستفيدة من الاتفاق النووي الذي هو «أسوأ اتفاق خارجي توقعه الولايات المتحدة في تاريخها»، وشكلت قمة الرياض الأميركية العربية الإسلامية نقطة التحول الأساسي في السياسة الأميركية الجديدة، إن لجهة تطوير العلاقة مع السعودية ورفعها الى مستوى علاقة تحالف وشراكة، أو لجهة تطويق إيران في المنطقة.

وهذه «القمة» بدأت ترجماتها ونتائجها تظهر تباعا على أرض الواقع مع اكتمال حلقات التطويق الاستراتيجي لإيران: في العراق يجري إشغالها بمشروع الانفصال الكردي، وفي الساحة الفلسطينية يجري احتواء حماس وترويضها وتهيئة المسرح لمؤتمر سلام إقليمي وتسوية شاملة، وفي سورية تعيق واشنطن اندفاعة إيران العسكرية وتحول دون تحقيقها الانتصار الكامل والنهائي.

ولكن الضغوط الأميركية بدأت تأخذ منحى مباشرا وتصادميا مع إيران من خلال التلويح بإعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني وتعديل آليات تطبيقه، وبتصنيف الحرس الثوري الإيراني الذي يمتلك نفوذا كبيرا داخل إيران ودورا متعاظما في سورية والعراق، تصنيفه تنظيما إرهابيا، وهذا الإجراء فيما لو تم، لا يمر مرور الكرام عند إيران التي هددت بالرد وبأن الأوان حان لتلقين أميركا درسا جديدا.

الضغط الأميركي على إيران يتأتى أيضا وبشكل خاص وأساسي من خلال الضغط على حزب الله الذي تعده واشنطن رأس حربة المشروع الإيراني في المنطقة وذراعه الأمنية والعسكرية الأساسية، وهذه الضغوط بدأت تسلك منحى تصاعديا ومتسارعا من خلال:

٭ إعداد الصيغة النهائية لقانون العقوبات الجديدة المشددة التي سيصادق عليها الكونغرس قريبا.

٭ الإعلان عن مكافآت مالية بملايين الدولارات لمن يساعد في اعتقال مسؤولين بارزين في حزب الله (أعلنت وزارة الخارجية عن رصد مبلغ ١٢ مليون دولار بخصوص مسؤولين في الحزب، طلال حمية رئيس وحدة العمليات الخارجية، وفؤاد شكر العضو في «المجلس الجهادي»).

٭ حض الدول الأوروبية على تصنيف حزب الله تنظيما إرهابيا والكف عن نظرية الفصل والتفريق بين الجناحين السياسي والعسكري.

وتقول إدارة ترامب صراحة إن خطر حزب الله لا يقل عن خطر «داعش» و«القاعدة»، وإنها ترصد تحركاته في العالم، وقد أحبطت محاولات تنفيذ هجمات إرهابية طاولت قبرص وبيرو ونيجيريا وتايلند، وأوقف مكتب التحقيقات الفيدرالي أخيرا شخصين عملا لمصلحة شبكة حزب الله العالمية.

هذه الضغوط الأميركية تكملها ضغوط إسرائيلية من نوع آخر وتأخذ شكل «تهديدات» عسكرية جاءت هذه المرة بطريقة فجة ومباشرة من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي خالف التوقعات الإسرائيلية يضعف احتمال نشوب حرب، وقال إنها تقديرات سابقة لم تعد ذات صلة بالواقع الهش، الذي يعني أن أي مواجهة يمكن أن تحدث في أي وقت، ليبرمان تحدث عن حرب إسرائيلية على جبهة واحدة تمتد من سورية الى لبنان، وداخل لبنان تحدث عن حرب واحدة تستهدف حزب الله والجيش اللبناني ولا تميز بينهما، فالجيش اللبناني بنظره صار جزءا من منظومة حزب الله.

السؤال المطروح حاليا: الى متى يمكن للهدوء اللبناني أن يستمر تحت وطأة هذه الضغوط المتنامية على حزب الله الذي وضعها أمينها العام في سلة واحدة.

والمفارقة المطروحة: أن المسؤولين في لبنان لاهون بتعيينات وسلسلة وضرائب، فيما لبنان بات في عين العاصفة الإقليمية وفي مهب التحولات التي تهب رياحها من عدة اتجاهات.