كتب كمال ذبيان في صحيفة “الديار”:
«الحلف الثلاثي» هو ما جمع الرئىس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط بما يمثلون داخل مذاهبهم الاسلامية السنية والشيعية والدرزية، وقد سبق ان قام «تحالفا رباعيا في الانتخابات النيابية عام 2005، كان فيه طرف شيعي هو «حزب الله» المتحالف مع حركة «امل» وقد كان المبرر السياسي لقيام «التحالف الرباعي» بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«تيار المستقبل» وبين الثنائي الشيعي «امل» و«حزب الله» هو درء الفتنة المذهبية التي اطلت بعد اغتيال الرئىس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وان الضرورة الوطنية تفرض عدم الانزلاق الى صراع سني – شيعي.
«فالحلف الثلاثي»، كان قائما بـ «المفرق» فاجتمع في عشاء بمنزل النائب جنبلاط في كليمنصو بحضور الرئيسين بري والحريري، وهو وفق متابعين له، حدث طبيعي، يجري تكبيره، وتحويله الى مصالحة بين رئيس الحكومة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رعاها رئيس مجلس النواب، وهذا غير صحيح لان لا خلاف سياسي في العمق بين المختارة و«بيت الوسط» بل تباين في بعض وجهات النظر، وان اللقاءات لم تنقطع بين الطرفين تقول مصادر تابعت اللقاء ووضعته في اطار التشاور والتواصل، في قضايا داخلية واخرى اقليمية ودولية وليس مرتبطا بحدث ما بل التأكيد على حفظ الاستقرار وضمان عمل المؤسسات، وقراءة في الاحداث التي تجري في المنطقة من سوريا الى العراق وما جرى من استفتاء في اقليم كردستان، ومخاطره على وحدة دول المنطقة.
ولا ينكر الزعماء الثلاثة، انهم في حلف، وان اللقاء الذي جمعهم هو اشارة اليه، تقول المصادر، التي تشير الى ان استحقاق الانتخابات النيابية حضر في العشاء كصحن اساسي، بات الكل يستبعد للاكل منه، اذ ان «التحالف الرباعي» الانتخابي عام 2005، الذي ساهم في الاستقرار، ومواجهة اشعال فتنة، فان المرحلة الحالية والتي اجتازها لبنان بكثير من الهدوء، وتروي القيادات اللبنانية، في الانفصال مع الاحداث الجارية في المنطقة لا سيما سوريا، بالرغم من المواقف السياسية المتناقضة، فان المصلحة الوطنية تقتضي تعزيز التماسك على «الساحة الاسلامية»، وان اللقاء الثلاثي، هو احد وجوهها، وهذا ليس بالامر المفاجئ، اذ ان الحريري اقام «ربط نزاع» مع «حزب الله» وشاركه في الحكومة، وفتح حوارا معه رعاه بري في عين التينة، كما ان جنبلاط «نظم الخلاف» مع «حزب الله» بعد احداث 7 ايار 2008، وانفتح على حوار واسع معه والتقى امينه العام السيد حسن نصر الله،و واصر على ان يكون وفداً منه حاضراً في توريث نجله تيمور «الزعامة الجنبلاطية».
فما جرى في كليمنصو، تثبيت لحلف هو موجود، ولن يكون في مواجهة مع احد، اوله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي علاقاته جيدة مع كل الاطراف السياسية، تقول المصادر، وان القادة الثلاثة حيدوا رئاسة الجمهورية عن اي خلاف داخلي، ولم يتطرقوا الى العلاقة مع سوريا ونظامها، بالرغم من ان بري يؤكد دائماً على انها ممر اقتصادي اجباري للبنان، وارسل الوزير غازي زعيتر لتسهيل عبور الانتاج الزراعي اللبناني من سوريا الى الخليج.
ولم يشأ المجتمعون في كليمنصو، ان يدبوا الذعر في الوسط السياسي من عشائهم، له عنوان واحد تعزيز الحوار الداخلي بين المكونات السياسية اللبنانية، وهي مجتمعة في الحكومة، التي يجب الحفاظ عليها حتى الانتخابات النيابية، التي ستفرز تحالفات، قد يكون لقاء كليمنصو، «بروفة» لها، ولا يُعرف ما اذا كان سيتحول من «ثلاثي» الى «رباعي» او «خماسي» بانضمام قوى سياسية اليه، بحيث يضمن الجميع وجودهم في مجلس النواب والحكومات المقبلة.