كتب فادي عيد في صحيفة “الديار”:
لا تزال ارتدادات لقاء كليمنصو الأخير الذي جمع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، تسجّل على أكثر من مستوى داخلي بحيث تحوّلت القراءات والتسريبات حول المواضيع التي طرحت فيه إلى مادة دسمة لدى جهات سياسية توقّفت عند أسلوب التعاطي الإعلامي معه من قبل بعض المحسوبين على «التيار الوطني الحر»، والذي تناول الإجتماع بأسلوب مشوب بالسخرية، مقابل إشارة النائب وائل أبو فاعور، التي غمز فيها من قناة وزير الخارجية جبران باسيل.
وعلى الرغم من حرص المشاركين في اللقاء على التأكيد على حسن العلاقة مع «التيار الوطني الحر»، فان أوساطاً مواكبة للمعلومات المحيطة بلقاء كليمنصو، كشفت أن قيادات عونية قرأت هذا اللقاء من زاوية الإساءة إلى رئاسة الجمهورية وتوجيه رسالة إلى العهد مفادها أن جبهة جديدة يتم تشكيلها وتندرج في موقع المعارضة.
لكن أحد النواب المحسوبين على المختارة، كشف عن أن سيلاً من المعلومات المفبركة يتم تداولها حول المحادثات التي دارت خلال لقاء كليمنصو، موضحاً أنه على الرغم من التباينات بين بري وجنبلاط من جهة، و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، فإن ما ينشر من سيناريوهات حول جبهة معارضة لا يتصل بالحقيقة إذ أن أساس الإجتماع هو التنسيق عشية انطلاق الحراك الإنتخابي في المناطق والبحث في قيام تحالف انتخابي في المرحلة المقبلة. وأوضح أن هذا الواقع لا يعني تحالفاً سياسياً، خاصة وأن الرئيس بري في محور سياسي لا ينتمي إليه الرئيس الحريري أو حتى النائب جنبلاط.
وفي ما يتعلق بالعنوان الإنتخابي فقد تحدثت معلومات مواكبة، أن البحث الإنتخابي يتركّز حول منطقة البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون، وأن التفاصيل ستبحث لاحقاً عبر لقاءات بين «الإشتراكي» و«المستقبل». وأضافت أن الحريري يسعى من خلال علاقته الجيدة مع رئيس الجمهورية إلى تأمين ائتلاف إنتخابي في الشوف وعاليه، وذلك تجنباً لأي معركة إنتخابية طاحنة، قد ترتد سلباً على الإئتلاف الحكومي وتحدث شرخاً سياسياً وتوتراً يعيد الى الأذهان أجواء حقبة سابقة.
وأكدت المعلومات، أن الحريري قادر على هذا الموضوع، لا سيما وأن جنبلاط لا يمانع في حصول هذا الإئتلاف حيث يرى بدوره أن الخلاف السياسي حول الإنتخابات والتحالفات قد يفاقم حالة الإنقسام في البلد، وقد يرتد ذلك على مصالحة الجبل. من هذا المنطلق، فإن الأمور غير محسومة في هذه الدائرة إلى حين تبلور الصورة خلال الأسابيع المقبلة، حيث سيصار إلى عقد لقاء بين الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل لهذا الغرض، ومن ثم أن البحث مع باسيل سيكون عميقاً، بحيث لم يلتقيا منذ لقاء باسيل بوزير الخارجية السوري وليد المعلّم، ولم يحصل بينهما أي خلوة على هامش جلستي مجلس الوزراء الأخيرتين.
من هنا، فإن لقاء كليمنصو، وإن كان وفق المجتمعين، لم يكن موجّهاً ضد «التيار الوطني الحر»، إلا أن هذا اللقاء، وعلى أبواب الإنتخابات النيابية، وفي ظل الخلافات السياسية، والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة على خط بعبدا ـ عين التينة ـ بيت الوسط ـ قصر بسترس، فإنه أسّس لمرحلة جديدة من اللقاءات المتعدّدة الإتجاهات، وكل ذلك مرتبط بأوضاع المنطقة، وربطاً بما ستصل إليه الحالة الإقليمية، وتحديداً بين الرياض وطهران وتداعيات ذلك على الساحة المحلية.