اكدت اوساط سياسية عربية لـ”المركزية” ان تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج سامر السبهان المدروسة بإتقان في توقيتها ومضمونها تحمل في طياتها رسائل مبطّنة، فهو ولئن لم يسمِ الحزب بالاسم، الا ان مفعول تغريدته جاء اشدّ وطأة من التسمية في حد ذاتها، اذ وصفه بـ “الدواعش والقاعدة”، بحيث لا يشك أحد بأنه عنى بهم حزب الله. والاهم بحسب الاوساط انها تتزامن هذه المرة مع استحقاقات دولية ضاغطة على الحزب تأتي في مقدمها العقوبات الاميركية المتوقعة ولادتها قريبا، وارتفاع التوتر الى حده الاقصى بين واشنطن وطهران على خلفية الاتفاق النووي الذي يقول فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب كلمته الفصل اليوم ليحدد مصيره، وفي ضوئها مصير اوضاع منطقة الشرق الاوسط القابعة على فوهة بركان حيث السباق على أشدّه بين مساري الحرب والسلم.
ورات الاوساط في سؤال الوزير السعودي عن القبول بوجود الحزب داخل المجلس النيابي والحكومة اشارة واضحة الى ضرورة تحوّل المواجهة من مجرد مواقف تصعيدية لا ترتقي الى الفعل الى مواجهة ميدانية تفترض عدة عمل قوية لمحاصرة الحزب وخنقه تمهيدا للقضاء عليه او اقصائه من الحكم اللبناني، وهو بهذه الطريقة، لا يحاصر الحزب وحده بل العهد والحكومة اللذين يشكل فيهما ركنا اساسياً، ما يطرح سؤالا كبيرا عما اذا كان المطلوب من ارباب العهد ورئيس الحكومة اتخاذ قرار الحسم بكسر حلقة “المساكنة” والانتقال الى مربع المواجهة مع الحزب، بما يعني ذلك على المستوى اللبناني الداخلي. وهل ان القرار بات مطلبا دوليا في زمن التسويات الكبرى التي تُرسم لدول المنطقة وتحديدا التي يشارك حزب الله ميدانيا في المواجهات الدائرة على ساحاتها؟ وما علاقة الدعوة “السبهانية” بالمعلومات التي ترددت عن عودة سعودية قوية الى الساحة اللبنانية لاستنهاض همم القوى السيادية، وهل تمهد لمشهد سياسي لبناني جديد يستعيد شعارات مرحلة ما قبل “المهادنة” وسط استعداد المملكة لارسال سفيرها الى بيروت، مقابل عدم موافقتها حتى الساعة على السفير اللبناني المُعين لديها، على رغم اقتراب مهلة الاشهر الثلاثة للرد، من نهايتها خلال ايام؟ وما هي حدود المواجهة السعودية مع الحزب وسقفها؟
في غياب الاجابات الشافية، تعرب الاوساط عن اعتقادها بأن المقبل على لبنان سياسيا ليس بالسهل، لاسيما بعدما نجح حزب الله في ضبط ايقاعه السياسي في الداخل على وتر التهدئة والمهادنة ولعب دور “المُصلح” والوسيط من اجل الحفاظ على الاستقرار الذي تنشده سائر القوى السياسية ليتسنى له التفرغ الى القتال في الخارج، فالى متى تصمد التسوية ومن يتخذ قرار نسفها؟