كتب بسام أبو زيد
يدرك البيت الأبيض جيدا أن ما يقوم به من خطوات تصعيدية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحديدا ضد حرسها الثوري وبرنامجها النووي، ستلاقي صعوبات في التأييد على مستوى العالم. ففي داخل مجلس الأمن الدولي تقف روسيا والصين بالمرصاد، وكذلك تقف غالبية الدول الأوروبية لأسباب متعددة أهمها المصالح التجارية مع إيران، إضافة إلى عدم استعدادها لإثارة مشكلة أخرى في العالم تجذب إليهم المزيد من الإرهاب كردة فعل على أي عمل عسكري أو تضييق قد يطاول طهران.
إزاء هذا الواقع تعول إدارة ترامب على أمرين كي تكسب بعضا من معارضي سياستها الإيرانية: الأمر الأول هو رد فعل النظام في طهران، فإذا اتت تصعيدية في مناطق النزاع في الشرق الأوسط ولا سيما مع إسرائيل خسر الإيرانيون أوروبا على الأقل.
أما الأمر الثاني فهو مواصلة طهران لتجاربها الصاروخية، وهذا الموضوع يشكل تطوراً حساساً حتى بالنسبة إلى الأوروبيين تستطيع إدارة ترامب أن تنفذ من خلاله من أجل إقناع الدول الأوروبية مشاركتها في فرض العقوبات الجديدة على طهران.
هذه المعارضة الخارجية لسياسة الرئيس ترامب تجاه الجمهورية الإسلامية الايرنية، تواكبها أيضا معارضة أميركية داخلية تتمثل خصوصا في مجلس الشيوخ حيث الغالبية من الديمقراطيين الذين يعتبرون أن ما أنجزه الرئيس السابق باراك أوباما في هذا المجال أمرا جيدا، ولكن هذه المعارضة بحسب الأوساط الأميركية ليست معارضة صلبة بل هي على استعداد للتفاوض مع إدارة ترامب من أجل تحقيق مكاسب في ميادين أميركية أخرى قد تكون بديلا للتنازل عن رفض إعادة النظر في الاتفاق.
إن الأيام القليلة المقبلة بحسب الأوساط الأميركية كفيلة بتحديد مسارات هذا التطور الأميركي الجديد، داخل الولايات المتحدة وخارجها، علما أن هذه الأصوات تجزم أن السياسة الأميركية تجاه إيران قد اختلفت كليا عما كانت عليه مع أوباما، وأن التشدد أصبح وسيلة لا يمكن التخلي عنها، وأن هذا التشدد سينسحب على كل مناطق النفوذ الايراني في الشرق الأوسط وسط تحذيرات بعدم جر المنطقة إلى المزيد من التصعيد، لأن تصعيدا كهذا لن يكون وسيلة للتراجع بل للذهاب بعيدا في سياسة التشدد تجاه إيران وحلفائها، وفي مقدمهم “حزب الله” في لبنان الذي تحول الى موضوع للمزايدة في الإدارة الأميركية لجهة من يتمكن من فرض عقوبات أكبر وأشد ضده.