كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:
لا تزال الضبابية سيدة الموقف في دائرة البترون ـ الكورة ـ زغرتا ـ بشري الانتخابية، حيث يبدو المشهد الانتخابي في هذه الدائرة معقدا ولم تتضح فيه صورة التحالفات ولا مدى الالتزام بتفاهم معراب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر او بين تيار المردة وحلفائه في قوى 8 اذار خاصة الحزب السوري القومي الاجتماعي في الكورة. ولا مدى تطور العلاقة بين النائب بطرس الحرب وتيار المردة. او استمرار القطيعة بين تيار المردة والتيار الوطني الحر.
في ظل هذه الضبابية التي تسود هذه الدائرة يمكن النظر الى حجم القوى الانتخابية في الدائرة الثالثة في الشمال التي تشكل الثقل المسيحي والتي تضم اهم الاحزاب المسيحية الفاعلة.
ففي البترون يعتبر النائب بطرس حرب من ابرز القيادات السياسية وتتركز قوته في منطقة الجرد حيث لم تنشأ حتى الان قوة سياسية قادرة على منافسته بجدية. بينما تتمركز قوة التيار الوطني الحر في ساحل البترون من خلال الوزير جبران باسيل ولم يستطع حتى الان من خرق حضور حرب في الجرد الا بخروقات طفيفة.
وبين باسيل وحرب تبرز القوات اللبنانية التي بكرت في اعلان مرشحها بعد عزوف النائب انطوان زهرا عن الترشح. وقد جاء الاعلان بمؤتمر صحفي عقده رئيس حزب القوات سمير جعجع في اذار الماضي اي قبل سنة وشهرين من موعد الاستحقاق الانتخابي في ايار العام المقبل. مما شكل مفاجأة للتيار الوطني الحر قبل غيره وصدمة لباسيل الذي اعتبر ان هذا الترشيح يشكل حجز مقعد للقوات اللبنانية في البترون وترك المقعد الاخر للتنافس بين باسيل وحرب في ظل القانون الجديد والصوت التفضيلي. مما يقلل من فرص فوز الوزير باسيل امام النائب حرب خاصة في حال اتجاه الاخير الى عقد تحالف مع تيار المردة الذي يشكل حضورا وازنا في زغرتا والكورة وامتدادا الى البترون.
يشير مصدر سياسي الى ان موازين القوى في هذه الدائرة متقلبة ولا يمكن تحديدها قبل أن تتوضح معالم التحالفات خاصة في ما يتعلق بالقوات اللبنانية ومدى التزامها بترشيح باسيل وبتفاهم معراب وان التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر جدير بان يشمل كل الدوائر الانتخابية وليس تطبيق التفاهم استنسابيا وحسب ظروف كل دائرة انتخابية خاصة في البترون حيث المعركة الانتخابية ستكون شديدة امام قطب سياسي متجذر في هذه الدائرة وبشكل اساسي في البترون هو النائب بطرس حرب فكيف الحال عندما يتجه حرب للتحالف مع تيار المردة؟
يعتقد المصدر ان الاحتمال الوارد حاليا هو تشكيل لائحتين في الدائرة الثالثة:
– الاولى تترجم تحالف معراب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فتضم باسيل الى مرشح القوات اللبنانية في البترون فادي سعد ومرشح التيار في الكورة وميشال معوض في زغرتا ومرشحا القوات في بشري..
وقد مهد لهذا التحالف اكثر من لقاء عقد في زغرتا شارك فيه قبل اشهر عدة وباسيل ومعوض وبحضور قواتي مما اوحى بان الاتجاه الانتخابي في هذه الدائرة.
– اللائحة الثانية اتجاه حرب نحو عقد تحالف مع تيار المردة ممثلا بمرشحه طوني سليمان فرنجيه وحكما التحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي سيحدد مرشحه في الكورة قريبا حيث تعتبر اوساط الحزب القومي ان التحالف مع تيار المردة من ثوابت الحزب وحيث لا يمكن التحالف مع القوات اللبنانية لان اي تحالف لا يمكن ان يتأسس الا على الرؤية السياسية الواحدة.
غير ان ميزان القوى بين باسيل وحرب مرهون بعدة عوامل:
– اولاً ان حرب في البترون وفق الصوت التفضيلي هو المرجح بين باسيل ومرشح القوات اللبنانية نظرا لحجم الكتلة الشعبية التي يمثلها حرب في القضاء.
– ثانياً الدور المنتظر لنائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري في الكورة الذي يرسل اشارات الود الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه وفي الوقت عينه يحرص على علاقات جيدة مع القوات اللبنانية وايضا على علاقة ودية مع النائب السابق سليم سعادة… والسؤال المطروح هنا بعد اعلان عزوفه لمن سيجيير اصواته؟ لتيار المردة وتحالفه؟ وحكما لحرب او للقوات اللبنانية وتحالفه مع التيار الوطني الحر؟ بمعنى ان مكاري سيشكل بيضة القبان في هذه المعركة بين باسيل وحرب ،علما ان الكيمياء مفقودة بين مكاري وباسيل حسب احد المصادر…
– ثالثاً هل يلتزم القواتيون جميعهم بباسيل؟ ام تحصل خروقات لتفاهم معراب في هذه الدائرة؟
حسب مصادر بترونية ان لدى باسيل قلقا من قواعد القوات اللبنانية خاصة من زهرا الذي لا يستمرىء كثيرا دعم باسيل وتوفير سبل الفوز بمقعد نيابي.
حسب المصادر ان حرب لا يزال يأتي في الطليعة في البترون وفق كل الدراسات علما ان باسيل تقدم مؤخرا بالنقاط وان القواعد الشعبية في البترون تنظر بعين الرضى الى المشاريع الانمائية التي انجزها باسيل وحقق للبترون نقلة نوعية في كثير من المرافق الحيوية وشبكة المواصلات في القضاء مما جعل ارقام الاحصائيات متقاربة شعبيا بينه وبين حرب وباتت فرص فوز باسيل افضل من المرحلة السابقة.
في كافة الاحوال ان تظهير القوى لن يحصل قبل وضوح التحالفات التي لن تظهر الا في اوائل السنة المقبلة.