كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: هل يكون ما بعد 13 تشرين الأول لبنانياً غيْر ما قبْله؟ سؤالٌ كان الحاضر الأكبر في بيروت التي رصدتْ أمس كما العالم كشْف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجيته الجديدة حيال إيران والتي سيكون للبنان «حصة الأسد» من تداعياتها المحتملة نظراً إلى جعْل واشنطن «حزب الله» أحد العناوين الرئيسية للمواجهة مع طهران، باعتباره الذراع العسكرية والأمنية الأقوى لها في المنطقة.
ورغم المَساعي الداخلية للحدّ من انعكاسات التصعيد على الجبهة الأميركية – الإيرانية، فإن المخاوف تبقى قائمة من المدى الذي قد تبلغه هذه «المواجهة» و«ساحاتها»، لا سيما أنها ستدور هذه المرة في جزء رئيسي منها على «رأس» «حزب الله» الذي بات مطلوباً من أكثر من طرفٍ إقليمي ودولي نتيجة أدواره العسكرية العابرة للحدود.
وفيما كانت علامات الاستفهام تتزايد حيال الأثمان التي يمكن ان تدفعها الدولة اللبنانية بفعل ما رتّبه قرار القوى المشارِكة في السلطة بحفْظ الاستقرار الداخلي من تضييق هامش التمايُز بين «حزب الله» وخصومه الى الحد الأدنى، جاءتْ «تغريدة» جديدة لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان غمز فيها من قناة الحزب لتؤشر على حساسية المرحلة التي يقف لبنان على مشارفها في ظلّ «البطاقة الحمراء» الخارجية المرفوعة بوجه «حزب الله».
فالسبهان الذي كان سبق أن خيّر اللبنانيين بين «مَن مع حزب الشيطان ومَن ضدّه» قبل أن يطالب بقيام تحالف دولي بوجه «حزب الله»، غرّد ليل أول من أمس عبر «تويتر» معتبراً أن الإرهاب واحد، ويجب أن يُحارَب في كل مكان، متسائلاً: «هل ممكن أن يرضى العالم بوجود دواعش وقاعدة في برلمانات وحكومات دول؟»، ومضيفاً: «يجب توحد العالم ضدّ كل أحزاب الشرّ».
ويتم التعاطي في بيروت مع مواقف السبهان التصاعُدية على أنها تعكس قراراً سعودياً حاسماً بالتصدّي لـ «حزب الله» من ضمن سياسة مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد ومنْع تَمدُّده في أكثر من ساحة.
وفي خضمّ هذه المناخات الساخنة، انشغل لبنان المعلومات عن ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يعتزم زيارة الكويت في محطة علمت «الراي» انه يتم التحضير لها ولم يُحدّد موعدها بعد، في انتظار استكمال الاتصالات في شأنها عبر القنوات الديبلوماسية.
واكتسبتْ هذه المعلومات أهمية خاصة، لأن التحضيرات لزيارة الكويت تزامنتْ مع إرجاء عون محطة كان يفترض أن تحمله هذا الشهر الى إيران، وهو ما جرى ربْطه برغبة الرئيس اللبناني في أن يقوم بتحرّك خارجي في هذه اللحظة الدقيقة يشكّل عنواناً جامعاً وغير انقسامي، وهو ما تجسّده الكويت بالنسبة إلى اللبنانيين وفي نظر العالم، رغم الإشكالية التي شكّلها تَورط «حزب الله» في ما يُعرف بـ «خلية العبدلي» وطلب الكويت من الحكومة اللبنانية اتخاذ إجراءات رادعة بحقّ الحزب، وهو ما كان أَمْلى زيارةً قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري للكويت في سعيٍ لعدم تعكير صفو العلاقات الراسخة والتاريخية بين البلديْن.
ولم يكن اللقاء البارز الذي عقده الحريري أمس في الفاتيكان مع البابا فرنسيس بعيداً عن العناوين الشائكة في لبنان والمنطقة. وفي موازاة رمزية حرص رئيس الحكومة (كما كان والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري) على الزيارات الدورية للفاتيكان كتعبير عن دور لبنان كنموذج للتعايش المسيحي – الإسلامي وموطن للاعتدال، كان لافتاً كلام الحريري بعد المحادثات مع البابا التي استمرت 30 دقيقة وأعقبها لقاء لأكثر من ساعة مع أمين سرّ دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين، إذ أكد أنه طلب من البابا وتمنى عليه زيارة لبنان، «وهو يريد فعلاً المجيء، وبإذن الله نراه قريباً في لبنان»، مضيفاً «كان قداسته متفهّماً جداً للأوضاع في لبنان».
وإذ لفت الى ان البحث تَناول في جانبٍ منه ملف النازحين السوريين، أوضح «أن لا أحد يمنع اليوم أياً من النازحين من العودة الى سورية، ولكن الأساس هو أن تكون هناك مناطق آمنة في سورية يقتنع من خلالها النازح بالعودة الآمنة، أما الكلام عن نوع من (تدفيشهم) وإرغامهم على العودة فهو أمر غير وارد وغير إنساني».
وفي إشارة ضمنية الى التسوية السياسية في لبنان، اعتبر الحريري الذي رافقتْه زوجته لارا وأولاده حسام ولولوة وعبد العزيز «أن لبنان الذي أريد ان أحافظ عليه، هو الذي يمثّله هذا التفاهم بين كل اللبنانيين لأن هذا التفاهم هو الذي أنقذ لبنان والذي يمكن أن يوصل البلد الى بر الأمان والسلام والاستقرار»، مشيراً الى انه سمع من البابا «كم أن لبنان مهم بالنسبة له وكم أن العيش المشترك فيه يشكل بالنسبة إليه مثلاً ومثالاً للمنطقة كلها».
وفيما ينتقل الحريري الى روما حيث يجري محادثات يتوّجها الاثنين بلقاء نظيره الايطالي باولو جنتيلوني، برزت المعلومات عن أن الجولة الخارجية التي يقوم بها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والتي بدأت من السعودية مروراً بالإمارات حملتْه في محطة غير مسبوقة الى أستراليا حيث سيلتقي الجالية اللبنانية.