كتب عيسى بو عيسى في “الديار”:
لم يستطع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رؤية مشاهد التوابيت البيضاء التي تحوي ضحايا حوادث السير وجميعهم من الشبان والشابات وفي مقتبل العمر يرحلون عن هذه الدنيا بعد استكمال دراساتهم الجامعية لتقع الفاجعة على الاهل والوطن على حد سواء جراء خسارتهم اليومية للعديد من العناصر الشابة على طريق بات اسمها “طريق داعش” او طريق الموت من كثرة سقوط الضحايا بشكل لا يمكن تحمله، وبالتالي وعلى خلفية هذا الشعور الابوي لرئيس البلاد اوعز وباسرع خطة لحفظ ارواح الناس الى اعتماد خطوة مؤقتة انسانية للحد من عمليات الموت المجاني على الطريق التي تربط جسر ذوق مصبح وصولا الى جعيتا وبلونه وعجلتون وحتى بلدة فاريا الجردية واوعز الى مستشاره الهندسي المهندس انطون سعيد بالاشراف الفوري على تأمين ممر آمن بالسرعة القصوى ريثما تتحقق الخطة الكبرى من اجل ربط ساحل كسروان بجرده بواسطة اوتوستراد، وفي هذا الاطار يقول المهندس سعيد الذي حضر فجر امس باكراً الى المنطقة ان هذه الخطوة مؤقتة وعنوانها انساني في الدرجة الاولى وليست حلاً نهائياً بل كل القصد من هذه الاعمال الحد من سقوط الضحايا الشباب الذين يقصدون منازلهم او اماكن التسلية في المنطقة، اضاف: الاهم الآن وفي هذه المرحلة وضعت وزارة الاشغال وبتوجيه من معالي الوزير فنيانوس الذي ابدى كل تعاون واعطى تعليماته كي يكون العمل قائم على وجه السرعة، وبالتالي فان الرئيس عون قد لبى نداء الاهالي وصراخهم تجاه تعرض اولادهم للموت وتكللت الخطوة بالبدء منذ فجر امس السبت بوضع فاصل وسطي من الباطون المسلح والذي لا يشوه منظر الطرقات ابتداء من منطقة عجلتون حيث مكمن الحوادث الدائمة للسير وصعوداً نحو فاريا بالتعاون مع البلديات والتنسيق معها لتحديد المساحات المنوي وضع الفواصل فيها وختم سعيد بالتأكيد ان المنطقة الممتدة من عجلتون وصولا الى ذوق مصبح نزولاً ستشهد ذات العملية والتي ستستغرق اياما وليس اشهراً خصوصاً اننا في بداية فصل الشتاء حيث تكثر الحوادث المميتة، وان المشروع الثابت هو تنفيذ الاوتوستراد ابتداء من بلدة الذوق وصولا الى اعالي كسروان والمراسيم موجودة والقروض مؤمنة ومجلس الانماء والاعمار حاضر بسرعة ايضا لتنفيذ هذا المشروع الحيوي والذي تحتاجه المنطقة منذ عشرات السنين. وفي جولة منذ الصباح تبين ان الاعمال تقام باقصى سرعة بواسطة الشاحنات المحملة بالباطون الجاهزة ليحملها الونش ويضعها على فواصل الطرقات وهذا ما ادخل الراحة الى نفوس الساكنين على جانبي الطريق واصحاب المحلات الذين ذاقوا الويلات جراء مشاهدة حوادث السير المميتة والمناظر المرعبة التي كانت تسجل يوميا على طريق الموت هذه، كما ان رؤساء البلديات ابدوا شكرهم الكبير وارتياحهم لخطوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السريعة لدرء الخطر عن اولادهم وزوارهم بحيث تملك الخوف كل من يسلك هذه الطريق بعد سلسلة طويلة من طوابير الموت وناشدوا الرئيس عون تفنيذ الاوتوستراد من جسر الذوق وصولاً الى كفرذبيان حيث ابدوا ثقتهم الكبيرة بالتنفيذ باسرع وقت ممكن.
وقد أثير هذا الموضوع في الثامن من الشهر الحالي ومن منطلق الحرص على ارواح الشباب المعنيين بمعالجة هذه الطريق وجاءت استجابة رئيس الجمهورية ايضا من خلال صرخات المواطنين الكسروانيين الذين ناشدوه بابعاد شبح الموت عن اولادهم لان الطريق بكاملها غير مضاءة ولا يوجد فيها مسامير تحدد جوانب الطريق ولا منتصفها خصوصاً ان المنعطفات فيها متواجدة بشكل كبير مما يجعل حصول حادث سير امر بمنتهى السهولة، ولا ينكر رؤساء البلديات وفقاً لتقارير الشرطة البلدية التابعة لهم ان هناك ملامة كبيرة ايضا على السائقين الذين يسيرون بسرعة فائقة خصوصاً خلال الفجر بعد سهر طويل ومتعب.
يذكر ان المنطقة شهدت وفي اسبوع واحد سقوط شابين: رامي الحاج والملازم اول ميشال خزام وشابة تدعى سيلفيا عبد الساتر.