بخطى حثيثة تواصل “مسيرة وطن” رحلتها نحو تحقيق الهدف من وراء المبادرة التي تحملها وتطوف فيها بين المناطق وعلى امتداد مساحة لبنان، هي مجموعة من الناشطين من المجتمع المدني آلت على نفسها قطع مسافات طويلة منذ اليوم الأول على انطلاقها من ساحة الشهداء مطلع الشهر الجاري.
خمسة عشر يوما أمضاها هؤلاء الناشطون في المبادرة التي أطلقت على نفسها اسم “مسيرة وطن”، اجتازوا فيها مسافة 130 كلم سيرا على الأقدام يتنقلون من منطقة الى أخرى يستمعون الى شكاوى الناس ويتحدثون إليهم عبر حوار مباشر، ينقلون إليهم وجهة نظرهم من القضايا التي تهم المواطن اللبناني، يتلمسون هواجسه وقلقه، والقاسم المشترك بينهما فعل إيمان بضرورة قيام وطن أساسه الالتزام بالدستور وتطبيق القانون.
“امشي تا البلد يمشي” هو الشعار الذي رفعته “مسيرة وطن”، وتحت هذا الشعار كان المسير، فبعد انطلاق المبادرين من بيروت تجاه منطقة الشويفات، أكملوا في اتجاه الدامور ثم الناعمة وجدرا ثم صيدا والعاقبيه والصرفند مرورا بعدلون ومنها الى صور، ومن هناك استكملت المسيرة طريقها في اتجاه المنصوري ثم الناقورة وبعدها يارين وعيتا الشعب ورميش وبنت جبيل مرورا بعين ابل، وكلها شكلت محطات للتلاقي مع الأهالي الذين استقبلوا الناشطين بالترحاب والتقدير لمسيرتهم.
الناشط في “مسيرة وطن” رضا معماري تحدث لـ “الأنباء” عن حصيلة اللقاءات التي عقدها المبادرون ومقدار التجاوب مع تلك المبادرة من قبل الأهالي في تلك المناطق والبلدات، مثنيا في البداية على الحفاوة التي أبداها المواطنون تجاه “مسيرة وطن” وعلى حسن الاستقبال الذي أتاح لنا أكثر من مرة الاستغناء عن المبيت في فندق، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الإيمان برسالتنا التي هي نداء لكل اللبنانيين للمشاركة في بناء دولة ترتقي الى مستوى الوطن اعتمادا على المشاركة الديموقراطية التشاركية، ويقول: وجدنا خلال مسيرتنا كيف اصطف الناس على جنبات الطرقات بانتظار وصولنا، وقد وجدنا كل الترحيب والاستقبال الحسن، ومنهم من انضم إلينا وأكمل معنا الى أكثر من بلدة ومدينة.
ويتابع معماري: فإذا كان هدفنا الذي ننطلق منه هو التمسك بالدستور الذي نحمل منه 5 آلاف نسخة نوزعها أينما حللنا والتأكيد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وحث المواطنين على ضرورة المشاركة، انطلاقا من أن الاقتراع واجب وطني، فإن هذا الهدف لا ينفصل على الإطلاق عن التطلع باتجاه وضع الحلول للمشاكل التي يعانيها المواطن والمساهمة في إيجاد الأطر الآيلة الى تحقيق الهدف، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الانتخابات النيابية التي تتيح المجال أمام وصول وجوه جديدة بعد أن ملّ الشعب اللبناني من الوجوه ذاتها على مدى سنوات طويلة.