IMLebanon

معين المرعبي: صقر قبل الوزارة ـ نعامة بعدها

كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار”:

كـأنه يغرد ـ بعض الاحيان ـ خارج السرب «الازرق» ـ تغريدته خجولة،لم تكن قبل توزيره لشؤون النازحين السوريين..

الوزير معين مرعبي، كان قبل التوزير، مغردا في سرب آخر. حتى كادت الاوساط السياسية ان تعتقد انه « أمير» في النصرة، او لدى هيئة علماء المسلمين، وموقفه من الجيش اللبناني لا ينساه معظم اللبنانيين وخاصة معظم العكاريين الذين لا تخلو منازلهم من جندي في الجيش اللبناني…

وقبل التوزير ظنت معظم الاوساط السياسية انه في طريقه للانشقاق عن تيار المستقبل، وبات اقرب الى النائب خالد ضاهر الذي كاد ان يسحبه الى صفه..

وقبل التوزير كان على ود مع اللواء اشرف ريفي ولعل هذا الود لا يزال سيد الموقف في العلاقة بينهما خاصة حين كان اللواء ريفي لا يزال في موقعه الاداري لمديرية قوى الامن الداخلي حيث اسدى ريفي خدمات لا تحصى لمرعبي… غير ان هذه العلاقة بدأت تميل الى الفتور منذ أن اصبح اللواء ريفي خارج الخدمة، وازداد التباعد بينهما حين ارسى اللواء ريفي تيارا مستقلا له عن تيار المستقبل، ومن ثم ظهور الخلاف الى العلن بين اللواء ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق وانحياز الوزير معين مرعبي الى جانب الوزير المشنوق لا سيما حين استقبله مرعبي بحفاوة في دارته في عكار.

تقول المصادر المتابعة والمطلعة على مسيرة الوزير معين مرعبي ان توزيره كانت «ضربة معلم» وأن «المعلم» هنا كان وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي نصح الرئيس سعد الحريري بتوزير معين مرعبي وزير دولة لشؤون النازحين السوريين باعتبار ان مرعبي بات خبيرا في هذا الملف وبتفاصيل النازحين من اليوم الاول لنزوحهم حيث كان اول من حضر الى البقيعة عند المعبر الحدودي مشجعا اهالي تلكلخ على النزوح ومستقبلا اياهم برعاية استثنائية شملت كل المناحي المعلومة وغير المعلومة للعامة…

وتقول المصادر ان اقتراح توزير مرعبي جاء اثر اعرابه (اي مرعبي) عن عزوفه على الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وبعد أن بدأ ينحو منحى التمرد على تيار المستقبل ورئيسه متخذا مواقف متشددة ومعاكسة لسياسة التيار خاصة في ما يتعلق بالحوار مع حزب الله وبالعلاقة مع التيار الوطني الحر وبات الاقرب الى موقف النائب خالد ضاهر حيث بدا اكثر تنسيقا معه رغم العلاقة المتوترة التي سادت بين ضاهر والرئيس الحريري…

غير ان العمل بنصيحة الوزير المشنوق ومبادرة الرئيس الحريري الى استيعاب مرعبي بوزارة دولة ولشؤون النازحين اسال لعاب مرعبي لعدة اسباب:

اولا: انه يسجل في مسيرته السياسية صفة وزير واذا عزف عن الترشح فانه نال لقب وزير سابق.

ثانيا: لاعتقاده ان وزارة لها علاقة بالنازحين ترتبط بالمنظمات العالمية والعربية المانحة للنازحين ومن يمتلك المال يمتلك السلطة.

ثالثا: تتيح له الوزارة استمرار التواصل تحت ظل متابعة شؤون النازحين مع قوى المعارضة السورية باطيافها كلها…

وحسب المتابعين ان الوزير مرعبي قطع علاقاته المعلنة مع النائب خالد ضاهر وعاد الى تيار المستقبل ضمن كتلته مغردا في سربه برعاية الوزير المشنوق، وعلى أمل ان يتراجع مرعبي عن عزوفه الترشح لخوض الانتخابات النيابية المقبلة.

لكن هناك من اشار الى ان معظم العكاريين لم ينسوا مواقف مرعبي من الجيش ومن عدة ممارسات لافتة بمعانيها وان الناخب العكاري يتأثر في كثير من شرائحه بالمواقف السياسية خاصة حين تكون سلبية حيال الجيش اللبناني.

واذا القينا نظرة الى عدد الناخبين المسيحيين في عكار والبالغ عددهم 73089 الف ناخب موزعين كالتالي: روم ارثوذكس 37541 ناخب- والموارنة 30617 ناخب ـ الكاثوليك 3414ناخب ـ ارمن ارثوذكس 174ناخب ـ ارمن كاثوليك 67 ناخب ـ انجيليون 809 ناخب  سريان ارثوذكس 151-

مقابل 203557 ناخب مسلم موزعين على الشكل التالي:

السنة 186541ناخب – الشيعة 3289ناخبا ـ العلويون 13711ناخبا ـ دروز 16 ناخبا.

ويكون عدد الناخبين حسب لوائح الشطب الاخيرة 277166 ناخبا.

فان نظرة الى هذه اللوائح تجد ان الناخب المسيحي بالصوت التفضيلي لن يقدمه بالتأكيد لمن شن حملة على الجيش… وبالتالي فان الصوت السني بات موزعا بين عدة تيارات سياسية ولم يعد حكرا على تيار المستقبل وبالتالي فان من وقف ضد الجيش لن يجد داعما له..

ولذلك فهناك اعتقاد يسود الاوساط العكارية ان تيار المستقبل لن يختار الاسماء التي تستفز الوسط العكاري وبالتالي فان علاقة مرعبي بعد انحيازه الى صف الوزير المشنوق في مواجهة ريفي قد خسر العلاقة مع الاخير وبالتالي لم تعد الثقة قائمة بينه وبين ضاهر الذي يبدو انه لن يجد من يحضنه في هذه المعركة..

يبقى السؤال هل يرشح تيار المستقبل معين مرعبي مجددا؟ ام يعزف مرعبي عن الترشح إن لم يرشحه التيار؟

الجواب برسم الايام المقبلة…