إعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ “السياسة الخارجية اللبنانية شاردة”، منتقداً سلوك وزير الخارجية جبران باسيل من دون أن يسميه.
المشنوق، وخلال لقاء تكريمي في بيروت، قال: “إن التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية”، مشيراً إلى أنّه “لا يمكن الاستمرار بسياسة الصدمة والإلزام والإرغام”، مشدّداً على أنّه يفرق “بين رئيس الجمهورية الذي له كل احترام وتقدير وعلاقتنا قائمة على الصراحة والوضوح المتبادل، وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري”.
وفي سياق آخر، اعتذر المشنوق “من مصر، بما أمثل ومن أمثل، حكومة وقيادة وشعبا، على تصويت لبنان ضد مرشحها في الاونيسكو لصالح مرشح قطر في حال ثبت هذا الأمر”.
وأضاف: “دولة مصر موزونة وموضوعية وهادئة، ودورها بناء في لبنان وكان لها دور في دعم التسوية الرئاسية وفي تشكيل الحكومة، ولديها دوما رغبة في المحافظة على الاستقرار، وعلاقتها ممتازة بكل الفرقاء اللبنانيين”.
ورأى المشنوق أنّ “سياسة النأي بالنفس التي كانت أحد بنود التسوية الرئاسية، قد تعرضت لضربات في الفترة الأخيرة، إن على صعيد زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا ومشاركتهم في معرض دمشق الدولي، أو في لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير خارجية سوريا وليد المعلم، الذي لم يكن منسقا مع رئيس الحكومة، كما تنص بنود التسوية”.
واعترف وزير الداخلية بأنّ “نتائج الحكومة الإئتلافية ليست ممتازة، لكن هناك إمكانية جدية لإنجاز مشاريع، إن على صعيد بيروت أو على صعيد لبنان، بطريقة معقولة، وتحويلها إلى التنفيذ”، وأضاف: “لا أقول إننا دولة قديسين، لكن الكلام بشأن الفساد أكبر من الوقائع وفيه نسبة كبيرة من الظلم”.
ورفض المشنوق “الكلام عن إحباط في بيروت، لأن بيروت مدينة عظيمة باعتراف كل العالم وهي جزء أساسي في بناء الدولة وأثبتت التجربة أن كل مرة كان يحتل فيها بيروتي مركزا قياديا، كان يثبت قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية، لما يتمتع به من جدية وخبرة”.
وأضاف: “صحيح أننا لسنا في أحسن الظروف لكننا لم نتنازل عن أي من الثوابت وأي من المواقف المبدئية، وبالتالي لا يجوز تعميم الإحباط والإحساس بعدم القدرة، بل يجب أن نتحلى بقدرة على الصمود والمواجهة”.
وتابع المشنوق: “أهل بيروت يستحقون كل خير، وقد حصلوا على حقهم في التعيينات الأخيرة، إن في المجلس الاقتصادي والاجتماعي مع أنني اعترضت عليه في مجلس الوزراء، أو في الفئة الأولى ، وفي دورة الإطفائية الأخيرة دخل 120 بيروتيا من أصل 450 نجحوا، والبقية سيكون لهم مكان في الشرطة البلدية والحرس البلدي خلال ستة أشهر”.
وأوضح المشنوق أنّه “خلال أربعة أشهر ستكون لبيروت 18 ساعة تغذية كهربائية يوميا، وستكون 24 ساعة بعد ستة أشهر بدءا من أول تشرين الثاني المقبل، أما المياه فتحتاج إلى عامين ريثما تصل من سد بسري إلى بيروت”، وقال: “لا أوافق على أن بيروت تحتاج إلى الامن والأمان، فهي من أكثر العواصم العربية أمانا، كذلك من العواصم الأوروبية بفضل جهود مختلف الأجهزة الأمنية التي أقامت، منذ وصولي إلى الوزارة، شراكة جدية وعملا مشتركا وتنسيقا فعالا في ما بينها”.